علي عكس ما تتصور، أنت مهم، بل مهم جدا! عندك اعتقاد خاطئ أن صوتك في الانتخابات لا قيمة له والحقيقة أن صوتك يستطيع أن يقلب الموازين، فبلد - كمصر - جدير ببرلمان قوي فهمان، وإذا نظرت إلي صوتك نظرة دونية وتصورت انه واحد علي الشمال ولن يضيف، فقد اخطأت لأن صوتك وصوته وصوتها يمثل قوة، فلو أنك نظرت لصوتك بعدم تقدير ورأي "هو أن صوته بلا فائدة واعتقدت "هي" أن صوتها لا ينتظره أحد، فقد اخطأتم تماما وأعطيتم "الفرصة" للأصوات الأخري أن تكون وحدها في الملعب، ومن ثم يدخل مجلس الشعب من لا يعبرون عنا من الشعب. الظن أن النتيجة محسومة سلفا ولا قيمة لصوتك أو صوتها هو ظن خاطئ وغير صحيح بالمرة بل هو "ظن" يزيف إرادتك وحين يقال لك أن كل شيء مرتب، سواء ذهبت للصناديق أو لم تذهب، فهو قول يهدفون منه إلي تقاعسك عن الذهاب لينفردوا بالوليمة وهم في واقع الأمر يهمسون في أذنك أنت غير مهم ولن تؤثر علي النتيجة والحقيقة الثابتة أن الانسحاب من الذهاب للصناديق هو خطيئة الخطايا وهذا التقاعس أو العزوف هو ليس من المواطنة أو الوطنية في شيء، بل هو تصرف أهوج غير مسئول وأن دل علي شيء فهو يدل علي هشاشة عظام الوطنية أنميا الانتماء. أنت مهم جدا، والشعوب المتحضرة تصل إلي طموحاتها بأصوات الناس ووزن الكتلة السكانية وليس بتحرك الحكومات وشعب مصر شعب عريق وله مكان ومكانة تحت الشمس ومن العبث والصبيانية أن نقف متفرجين علي مشهد سياسي مهم وهو انتخابات البرلمان القادمة، هذه الفرجة السلبية هي مصيبة بكل المقاييس، معني ذلك أن جهاز الوعي بالمستقبل "معطل" وعندما يتعطل جهاز الوعي في أمة فعليها السلام، لقد تمنيت أن تضم برامج التعليم منذ نعومة الأظفار معني الاعتزاز بصوت المواطن ورأيه الذي يحدد المستقبل للبلد، تمنيت أن "ندس" في برامج التعليم الاهتمام العميق بالهوية المصرية والانتماء وعندما يكبر الأبناء يعرفون قيمة "الصوت" في الانتخابات، أقول هذا عندما ألاحظ عزوف الشباب عن الذهاب للصناديق و"التنفيض" بلغتهم! أنا لا أطالبك أن تعطي الحزب الوطني صوتك بل أطالبك أن تعطي صوتك للرجل الفهمان أو المرشحة الواعية أيا كان الانتماء الحزبي أنا لا أمارس ضغطا علي صوتك وإلا ارتكبت حماقة سياسية أنا فقط أدعوك للذهاب للصناديق مهما كانت المهمة شاقة ومهما صادفت من شراسة التنافس علي المرشحين ومهما صادفت بلطجة أو إغواء بالمال، إن صوتك هو أمل هذا البلد.