تعددت أساليب وفنون الدعاية الانتخابية كما تباينت تكاليفها من أجل الوصول إلي قبة البرلمان لكن التكاليف خرجت عن حدود المسموح به وهو 200 ألف جنيه حدا أقصي لكل مرشح وفقا للجنة العليا للانتخابات حيث التهمت التكاليف الرئيسية في كثير من الأحيان الحد الأقصي الذي حددته اللجنة العليا ونتيجة التضخم وارتفاع الأسعار من جهة وثراء المرشحين من جهة أخري فالصورة هذه المرة لا تتعلق برجال أعمال من طراز نجوم المجتمع بل هي فئة قد تفوق في ثرائها المشاهير ولكنهم بعيدون عن الأضواء ظهروا بقوة مؤخرا وأحدثوا نوعا من المضاربات في تكاليف الدعاية جعلتها تفوق في بعض الأحيان في الأقاليم تكاليف الدعاية في المدن ووصلت الأرقام إلي ملايين الجنيهات شاملة التكاليف الأساية مثل الكروت واللافتات والأخشاب والمطابع والأقمشة وجانب من التكاليف الأخري الجانبية التي تختلف من مرشح إلي آخر حسب ملاءته المالية وثقافته والطبقة المستهدفة الأمر الذي أسهم في انعاش قطاعات أخري مثل محال الكباب والجزارين ومصانع الأدوات المنزلية والسوبر ماركت ليس ذلك فقط بل وانتعشت أيضا تجارة الحشيش من جانب مرشحي الأماكن الشعبية المهمشة. ومازال هناك بريق لاستخدام اللافتات البدائية حيث مازالت وسيلة أساسية لكل المرشحين وخاصة الأقل ثراء ورغم المنافسة من قبل الكارتات والبوسترات التي أصبحت مألوفة للجميع وإلي ابتكار طرق جديدة لكسب أصوات الناخبين ولفت انتباههم من خلال السيارات التي تحمل مكبرات الصوت وصولا إلي جولات المرشحين في طول وعرض القري والمراكز قبيل كل انتخابات يقدمون الوعود بتحقيق امال الفقراء والعاطلين والطبقات المهمشة الذين أصبحوا المادة الأساسية لدعاية انتخابية يسيل لها لعاب المرشحينه السلالم السهلة للوصول إلي كرسي البرلمان قد بدأ قبل شهرين من إجراء الانتخابات الموسم الكبير للمطابع ومحال الأقمشة والأخشاب والخطاطين وفي ظاهرة لافتة للنظر يستعين المرشحون الذين يتعاقدون مع أحد المطابع أو محال اللافتات بشعراء لصياغة عبارات سجع جذابة وارتفع صيتهم في بعض الأحيان حتي وصلت يومياتهم إلي 100 جنيه. وقد ارتفعت إجمالي أرباح محال اللافتات والأقمشة والمطابع الخاصة بالكروت إلي 7000 و8000 جنيه أسبوعيا بحسب محمود إبراهيم صاحب محل لتنفيذ اللافتات الذي قال إن الموسم استدعي زيادة حجم العمالة لسرعة إنجاز العمل المطلوب وأكد أنه لا أحد منهم يتدخل في توجهات المرشحين وانتمائهم لأن ذلك بيزنس لا يفرق بين المرشحين غير أنه لم ينف أن هناك معاملة خاصة لمرشحي الحزب الوطني لأنهم الأكثر سخاء في الدفع مقارنة بالأخرين. يوضح هشام عادل خطاط أن تكاليف اللافتات المصنوعة من القماش بدأت بأسعار تتراوح ما بين 90 و100 جنيه ارتفعت مع زيادة الطلب إلي120 130 جنيها وأما المصنوعة من الجلد فسعر المتر الواحد منها يصل إلي 150 جنيها ارتفع في الفترة الأخير إلي 180 جنيها وتأتي هذه الزيادات مع زيادة معدلات كتابة اللافتات يوميا إلي 10 لافتات يوميا لكل خطاط ويباع متر القماش 12 جنيها تقريبا مع زيادة الطلب.