كشفت المناقشات الساخنة التي تضمنتها ندوة الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين حول ترشيد الدعم والحد الأدني للأجور التي حضرها وزيرا التضامن الاجتماعي والتنمية المحلية عن عمق الهوة في رؤي وزراء الحكومة المصرية في تناول هاتين القضيتين. ففي الوقت الذي طالب فيه عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية برفع الدعم تماما عن أنبوبة البوتاجاز عاكسه في الاتجاه وزير التضامن الاجتماعي د.علي مصيلحي الذي طالب أولا بتهيئة الرأي العام لقبول هذا الإجراء وما بينهما تباينت الآراء.. وارتفعت حرارة الحوار حتي الساعات الأولي من صباح الأربعاء الماضي.. دون أن يتفق الأطراف علي موقف موحد بشأنها اللهم ما يخص زيادة الحد الأدني للأجور إلي 600 جنيه والتأكيد علي تبرئة ساحة القطاع الخاص المصري من تهمة حكومية ألصقت بهم بأنهم وراء المطالبة بعدم تجاوز سقف ال400 جنيه. "الأسبوعي" تابعت التفاصيل.. وتترك للقارئ استشراف ما بين السطور القادمة من اتجاهات بوصلة الأجور والدعم. عرضاً ممتعا قدمه د.علي مصيلحي أمام جمع من رؤساء جمعيات المستثمرين.. استخدم خلاله جمي أسلحته الصوتية والحركية لاقناع الحضور بوجهة نظره في تناول هاتين المعضلتين.. مصافحا البعض.. أو جالسا علي منضدة البعض الآخر لاحتواء وجهة نظر تهاجم الحكومة.. دون أن يستنكف أن يقول علي سبيل المثال للدكتور حماد عبدالله حماد أحد الأعضاء البارزين باللجنة الاقتصادية للحزب الوطني الديمقراطي "والله هازعل منك لو هاجمتني"!! يؤكد المصيلحي أن الدعم حتي يذهب لمستحقيه لابد من نظام رقابي مشدد.. وسياسة حكومية واضحة.. فلا معني ومن وجهة نظره أن تذهب أنابيب البوتاجاز المدعمة لتدفئة عنابر الدواجن بحجة أننا داخلون علي موسم الشتاء.. والفراخ بردانة أو استخدامها لتشغيل قمائن الطوب مشيرا إلي أن ساعة تشغيل واحدة تستهلك 40 أنبوبة بوتاجاز.. ويضيف من بين 17،5 مليون أسرة هناك 4 ملايين منها تستحق دعم الأنابيب أما سعر التداول الحالي بالإضافة إلي الاستخدامات غير المقننة التي تمثل 10% إلي 15% بكل محافظات مصر..ينبغي أن يعاد النظر فيها.. أخذا في الاعتبار أنه علي من يكتب في مثل هذه الموضوعات الشائكة.. أن يرحم من يقرأ. ويستطرد: الدعم لن يكون بعد الآن تمثالا تعبده الحكومة.. فالسلعة ينبغي أن تباع بسعرها الواقعي وأن يوجه الدعم مباشرة لمن يستحقه من المواطنين ويري أن مثل هذه الإجراءات لا ينبغي اتخاذها. إلا في حدود المواءمات المتاحة.. فمن يزرع في أي وقت .. قد لا يحصد أبدا". ويرفض وزير التضامن الاجتماعي الاستجابة لهمهمات الشارع المصري التي تشكو من ارتفاع الأسعار.. أو من مشاكل عدم توافر بعض السلع المهمة ومنها أنبوبة البوتاجاز.. قائلا مصر تنتج مليون أنبوبة سنويا.. تم الانتهاءمن طبع كوبونات توزيعها بالسعر المدعم لمن يستحقه بعلامات تمنع تزوير هذه الكوبونات مشابهة لعلامات ورق البنكنوت أما من يقول إن لدي بيتا آخر بالإسكندرية فهذا لا شأن لي به.. معاك كوبون تستخدمه في المكان الذي تعيش به.. واللا الناس دلوقتي بروحين؟! *** اللواء عبد السلام المحجوب وزيرالتنمية المحلية يؤكد أن الدعم الحالي بموازنة الحكومة تجاوز ال 90 مليارجنيه مشيرا إلي تزايد عدد الوحدات المستخدمة للمحروقات بشكل عام وارتفاع متوسطات الاستهلاك المنزلي والصناعي إلي جانب التجاري أيضا.. ويقذف قنبلة شديدة الانفجار في وجه الجميع قائلا.. آن الأوان للبدء في استخدام سياسة فاعلة لترشيد الدعم ولتكن البداية من الغاز والبوتاجاز.. فهناك 29 محافظة تضم 180 مركزا - 225 مدينة - 4670 قرية - 27 ألف تابع مع بعضها يقطنه مالا يقل عن 30 ألف نسمة وهؤلاء جميعا يحصلون علي البوتاجاز المدعم بشرائحهم المختلفة الغني منهم قبل "البسيط" أورقيق الحال علي حد تعبيره.. فهو أي المحجوب لا يستملح استخدام الفقير لوصف حال المصريين من معدومي الدخل.