بعد سنوات من الاعتماد علي الوسائل القانونية والسياسة لمحاربة القرصنة المتفشية في الصين بدأت شركات برامج الكمبيوتر الكبري في اللجوء إلي سلاح جديد هو خفض الأسعار وأظهرت النتائج الأولية نجاحا مشجعا لهذا السلاح. وشهدت شركات برامج الكمبيوتر ومنها مايكروسوفت وأوتوديسك زيادة كبيرة في المبيعات منذ تخفيض الأسعار لإبعاد المستهلكين عن شراء النسخ التي يوزعها القراصنة وذلك وفقا لما ذكره مديرو هذه الشركات. وقالت وول ستريت جورنال إن أوتوديسك مثلا التي تصمم أوتوكاد وغيرها من طرازات برامج الكمبيوتر شهدت زيادة إلي أكثر من الضعف في يوليه الماضي لتعاقداتها في الصين بعد أن خفضت أسعار هذه البرامج في العام الماضي وفقا لما ذكره باتريك ويليامز نائب رئيس أوتوديسك لمنطقة آسيا - الباسفيك وأصبحت أسعار الشركة الأمريكية في الصين حاليا حوالي نصف مستواها في الولاياتالمتحدة مقارنة بحوالي 20% إلي 30% من التخفيض في العام الماضي وقد ظلت ميركروسوفت مثلا لمدة طويلة تحتفظ بأسعار التجزئة لمنتجاتها في الصين قريبة من مستواها في الولاياتالمتحدة بالرغم من أن متوسط العائدات في الصين جزء من نظيرتها في الولاياتالمتحدة بحجة انه لا فائدة من التنافس مع النسخ التي يصدرها القراصنة التي تباع بدولار أو اثنين فقط. وبدأ الشركات تقر مع ذلك بأن بعض المستهلكين في الصين راغبون في الدفع مقابل النسخ الشرعية بالسعر المناسب كما أقرت بأن التركيز علي الوسائل القانونية لمحاربة القرصنة لم يكن له سوي فعالية محدودة، والتمويل في مجال برامج الكمبيوتر هو جزء من استراتيجية أوسع لمحاربة القرصنة من جانب الشركات التي تبيع الأفلام السينمائية والموسيقي وغيرها من المنتجات القائمة علي الملكية الفكرية. وكانت مايكروسوفت قد بدأت في تجربة خفض أسعار البرامج في الصين منذ عدة سنوات بدأت بخفض أسعار النسخة الصينية الميسرة من نظام ويندوز فيستا كما قدمت في العام الماضي خصومات للطلبة ومضت أبعد من ذلك إلي حد بيع نسخة من ويندوز 7 هوم بازيك إلي المستهلكين في الصين بأقل من ثلث سعره في الولاياتالمتحدة. ويقول سيمون ليونج المدير التنفيذي لمايكروسوف في الصين ان الأسعار الأقل دفعت مبيعات وحدة مايكروسوفت في الصين دون شك لكنه لم يتطرق إلي التفاصيل وقال فقط إن الأسعار المنخفضة تساعد علي عدم تشجيع القرصنة بالرغم من انها لا تقضي تماما علي المشكلة. واعترفت الشركات في الصناعات الأخري بأن الكثير من المستهلكين في الصين يطلبون أسعارا أقل، وتقوم الشركات الأجنبية المنتجة للسيارات مثل جنرال موتورز ونيسان بتصميم سيارات أصغر حجماً واقل سعرا للمستهلك الصيني الذي أصبح بالكاد في مقدوره شراء سيارة كذلك اشتهرت شركة نوكيا لإنتاج أجهزة الموبايل في الصين لانها تبيع موديلات منخفضة الأسعار لتحتل مكانا في السوق بين المشترين الجدد لهذه الأجهزة. وبالرغم من كل شيء يقول المديرون ان خفض اللأسعار أضر بيزنس القرصنة وساعد علي ايجاد سرعة كبيرة من المستهلكين الذين يعتادون علي استخدام البرامج الشرعية.