علي الرغم من الجهود الدولية لمواجهة القرصنة الالكترونية الا ان السنوات الماضية شهدت ارتفاعا كبيرا في معدلات جرائم القرصنة الإلكترونية سواء علي المستوي الشخصي أو الحكومي وذكرت وكالة أنباء( شينخوا) في تقرير لها ان الدراسة التي أعدتها جمعية منتجي برامج الكمبيوتر التجارية, أوضحت ان معدلات القرصنة الإلكترونية سجلت العام الماضي أعلي زيادة في نحو أربعة أعوام, لتصل الي38 في المائة وذلك بسبب النمو السريع لقطاع تكنولوجيا المعلومات في الدول التي تشهد ضعفا تنفيذ قوانين حقوق التأليف وتوسعا في استخدام الانترنت, مما أسهم الي حد كبير في هذا الارتفاع علي المستوي العالمي. وأشارت الي ان67 من أصل108 دول شملتها الدراسة استطاعت تحسين معدلات القرصنة فيها, في حين شهدت ثماني دول فقط زيادة في معدلات القرصنة, وحافظت منطقة الشرق الأوسط وافريقيا علي معدلات القرصنة فيها بنسبة60% للسنة الثانية علي التوالي. وكانت معدلات القرصنة العالمية قبل صدور تقرير العام الماضي, مستقرة نسبيا عند33% خلال العام2003 وبقيت عند نسبة35% خلال الثلاث سنوات اللاحقة قبل ان تشهد زيادة مفاجئة العام الماضي, وأظهرت الدراسة أنه تم بيع261 مليون جهاز كمبيوتر شخصي خلال العام الماضي, أي بنسبة نمو بلغت16% حيث استحوذت شريحة المستهلكين الأفراد والشركات الصغيرة علي66% من هذه السوق. وبعد سنوات من مقاطعتها للمحادثات التي تجري بين الأممالمتحدة وبلدان العالم في اطار مواجهة الحرب الالكترونية وجرائم الانترنت, تستعد الولاياتالمتحدة للانضمام الي المحادثات التي ترعاها الهيئة الدولية, في ظل تزايد الهجمات علي بنوكها ووكالاتها الحكومية, فضلا عن شركات قطاع الأعمال. وذكرت( شينخوا) ان الصين حققت تقدما ملحوظا في ضبط انتهاكات حقوق الطبع وقرصنة الانترنت في اعقاب حملة استمرت عدة أشهر حيث قالت مصلحة الصين الوطنية لحقوق الطبع والنشر ان اجمالي541 قضية انتهاك لحقوق الطبع والنشر علي الانترنت تم التحقيق فيها مع اغلاق362 موقعا الكترونيا منذ الحملة الوطنية الخاصة التي اطلقتها بصورة مشتركة في أغسطس المصلحة مع وزارة الأمن العام ووزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات وصادرت الشرطة154 خادما شبكيا وطالبت مواقع الكترونية بحذف المحتويات المخالفة لأكثر من500 مرة وبلغت الغرامات المفروضة علي المواقع العنكبوتية المتورطة في قرصنة الانترنت1.28 مليون يوان(187 ألف دولار أمريكي) أثناء الحملة. ونشرت المصلحة عشر قضايا قرصنة علي الانترنت, تراوحت بين قرصنة الأعمال الأدبية الي الموسيقي والأفلام والمسلسلات التليفزيونية والألعاب المحظورة. وذكر وانج تسي تشيانج المسئول في المصلحة في منتدي بشأن حماية حقوق الطبع علي الانترنت عقد هنا, ان الأعمال الأدبية والأفلام والمسلسلات التليفزيونية والألعاب كانت الهدف الرئيسي للحملة التي شنتها البلاد علي قرصنة الانترنت هذا العام, وأضاف ان التطور السريع والتطبيق الواسع لتكنولوجيا الانترنت يغير طريقة نشر المعلومات ويؤدي ايضا قرصنة أكثر تنوعا والي نشاطات أكثر تنوعا لانتهاك حقوق الطبع, وراقبت الحكومة الصينية عن كثب حماية حقوق الملكية الفكرية علي الانترنت وأشرفت اجمالا علي3029 موقعا الكترونيا رئيسيا في الصين. وفي السياق نفسه كشف مسئولون أمريكيون حاليون وسابقون ان قراصنة تمكنوا من اختراق البرامج الاكترونية الخاصة بطائرات جوينت سترايك فايتر القتالية, وهي أغلي نظام تسلح في تاريخ الولاياتالمتحدة, حيث نجح القراصنة في نسخ والنفاذ الي كميات هائلة من البيانات المتعلقة بالتصميم الداخلي للطائرات وأنظمتها الالكترونية مما يجعل من السهل التوصل الي وسائل دفاعية ضدها. وصرح مسئول في البنتاجون بأنه تم انفاق100 مليون دولار علي حماية الأجهزة الالكترونية في وزارة الدفاع الأمريكية من عصابات الكمبيوتر خلال الأشهر الستة الماضية, بينما أعقب ذلك الهجوم إعلان ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عزمها انشاء قيادة عسكرية جديدة للتركيز علي أمن شبكات الكمبيوتر التابعة للبنتاجون والقدرات الهجومية الخاصة بعمليات القرصنة عن طريق الانترنت. ومن جانبه أعلن رئيس الوزراء البريطاني عن خطة لإنشاء مركز أمني للتصدي للتهديدات المتزايدة التي تتعرض لها أنظمة الكمبيوتر التابعة للحكومة والشركات الكبري في المملكة المتحدة من قبل عصابات الجريمة المنظمة والدول الأجنبية والجماعات الإرهابية وأن المركز المقترح يحاكي الوكالة التي قرر احداثها الرئيس باراك أوباما لمحاربة قرصنة الانترنت, وأجرت بريطانيا محادثات مع الولاياتالمتحدة وكندا لتنسيق الجهود فيما بينها ضد هجمات القرصنة التي تستهدف أنظمتها الالكترونية علي يد القوي الأجنبية والإرهابية.