"مدرسة صينية تعمل منذ عام 2008 بمدينة 6 أكتوبر.. وجامعة صينية في انتظار افتتاحها".. حلقة جديدة في مسلسل المدارس والجامعات الأجنبية التي انتشرت في مصر، ومنها الأمريكية والبريطانية والكندية والروسية والفرنسية والألمانية وغيرها. والملف للنظر أن الصين تغزو التعليم المصري بشكل ضخم، فبجانب إنشاء المدرسة والجامعة الصينية، تم إنشاء أقسام تتخصص في اللغة العربية في 20 جامعة صينية، وإنشاء كلية للغة الصينية في 5 جامعات مصرية وتأسيس معهدين "كونفوشيوس" في مصر عام ،2009 حيث يتم تدريس اللغة الصينية كلغة ثانية، والتاريخ الصيني كأحد المناهج الدراسية من قبل مدرسين مصريين خريجي أقسام اللغة الصينية من أجل الانفتاح علي الصين. والسؤال الآن.. هل هذا مفيد لمصر وهل تسهم التجربة التعليمية الصينية في تطوير سوق العمل وتوفير عمالة علي درجة عالية من الكفاءة أم تكون الاستفادة لصالحها فقط، وهل نري الطلاب المصريين بنيولوك صيني؟!!.. التحقيق التالي يجيب عن هذه التساؤلات. أوضح الدكتور فاروق اسماعيل رئيس لجنة التعليم بمجلس الشوري أن الدراسة بالجامعات أو المدارس التي تحمل اسماء الدول الأجنبية تتيح لخريجيها فرص عمل عديدة في الداخل والخارج، وهي وسيلة للتعرف علي ثقافة الآخر، ومن ناحية أخري علي هذه المؤسسات التعليمية التمسك بمفهوم الهوية المصرية وترسيخها عند الطلاب. وقال د.اسماعيل إن الجامعات أوالمدارس التي تحمل اسماء أجنبية تمت الموافقة علي إنشائها بعد أن استوفت إجراءات الحصول علي التراخيص، كما قامت اللجان المختصة بفحص المناهج الدولية الموجودة بتلك المدارس والجامعات والموافقة علي تدريسها، كما أن هذه الجامعات والمدارس تلقي اقبالا معقولا بمصر، نظرا لتوافر عوامل جودة التعليم خاصة أن الشهادات التي يحصل عليها الطالب منها تكون معتمدة من الدول التي تتعاون معها. وأشار رئيس لجنة التعليم بمجلس الشوري إلي أن تطوير التعليم في مصر يحتاج إلي أن نصل إلي 50 جامعة في مصر بحلول عام ،2020 بمعني افتتاح 4 جامعات جديدة كل عام، لهذا فكل جامعة تخضع للمعايير التعليمية المتفق عليها يجب الترحيب بإنشائها، لاسيما أنها تسهم في تنوع الكوادر التي تنتمي لمدارس مختلفة وتعمل بالسوق المصري. جدير بالذكر أن الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم أصدر قرارا مؤخرا بوقف تراخيص المدارس الأجنبية في مصر وإعادة النظر في المدارس الموجودة حاليا، مشيرا في تصريحات صحفية إلي أن الهدف من قراره اخضاع هذه المدارس التي يبلغ عددها المئات لإشراف وزارة التربية والتعليم كما أبدي استياءه من كثرة عدد المدارس الأجنبية في مصر، قائلا: "لا توجد دولة في العالم بها هذا الكم من المدارس والشهادات الأجنبية". وفي الوقت نفسه فإن عدد الجامعات الصينية ضمن أفضل 500 جامعة بلغ 34 في عام ،2010 وهو أكثر من ضعف عددها في قائمة عام 2004 التي ضمت "16" جامعة صينية وقد صنفت جامعة تايوان الوطنية، وبكين تسينغهوا، والجامعة الصينية في هونج كونج ضمن أفضل 200 جامعة. من جانبه أكد الدكتور وليم عبيد عضو المجلس القومي للتعليم أن الانفتاح علي العالم كله، سواء كان أمريكيا أو بريطانيا أو يابانيا أو صينيا في التعليم الاساسي أو الجامعي، خطوة جيدة لكنه في نفس الوقت أبدي تخوفه من تنوع التعليم بين حكومي وخاص وأجنبي وأكاديمي وأزهري ومعاهد كثيرة أضرت بالعملية التعليمية، مشيرا إلي خطورة المدارس والجامعات الأجنبية التي تتمثل في أنها أصبحت مثل الجزر الأجنبية المنعزلة داخل مصر، بما يؤثر بشكل كبير علي النسيج الوطني. وبسؤاله عن ظهور الطالب المصري الصيني خلال الفترة المقبلة خاصة بعد إنشاء مدرسة وجامعة صينية في مصر، قال د.عبيد إن هذا سوق يحدث بالفعل، كما رأينا من قبل طالب الجامعتين الأمريكية والبريطانية وغيرهما من الجامعات والذي يختلف عن غيره من مرتادي الجامعات المصرية الحكومية.. مطالبا بضرورة الاهتمام بالتعليم المصري للحصول علي خريجين مناسبين للسوق المصري ويمكنهم التعامل مع التطور الفكري والتكنولوجي