"صنع في الصين" جملة أصبحت موجودة في كل بيت مصري بسبب غزو السلع الصينية للأسواق المصرية فالصين دولة استطاعت أن تغزو العالم كله وليس مصر وحدها لدرجة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر دول العالم لم تسلم من ذلك الغزو. وتعتبر مصر من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات مع الصين وبالتحديد عقب قيام ثورة ،1911 وقيام جمهورية الصين فالعلاقات الثنائية بين مصر والصين كما يصفها البعض ليست مجرد علاقات قائمة علي المصالح المتبادلة، ولكنها علاقات تحمل جينات حضارية مشتركة، حتي علي صعيد التنسيق السياسي، يوجد تشاور مستمر بين البلدين بشأن الأحداث العالمية والاقليمية. وخلال الأيام الأخيرة زاد الكلام عن خطورة الغزو الصيني لمصر وأثر ذلك علي المجتمع والاقتصاد لذا نناقش في هذا الملف عمق العلاقات الصينية المصرية وسلبياتها وايجابيتها ومدي امكانية معالجة العجز الموجود في الميزان التجاري بين البلدين حيث تبلغ الواردات الصينية لمصر أكثر من 6 مليارات دولار مقابل نحو 300 مليون دولار صادرات مصرية سنويا أيضا نناقش توسع الاستثمارات الصينية في مصر والدور الذي يمكن أن تلعبه خلال الفترة القادمة في تقليل هذا العجز وهل تلك الاستثمارات في صالح الصين أم لصالح مصر ناهيك عن الآليات المطلوبة لزيادة حجم صادراتنا وكيفية الحد من زيادة وارداتنا، بالاضافة إلي مناقشة ظاهرة انتشار العامل والطالب الصيني بعد الإعلان عن إنشاء جامعة صينية وزيادة حجم العمالة الصينية الموجودة بالمصانع لدرجة أنها أصبحت تمثل أكبر نسبة عمالة أجنبية موجودة في السوق المصري، وأيهما أفضل خلال الفترة القادمة التزاوج بين الاقتصاد الصيني والمصري أم العكس.