مع إعلان وزارة المالية عن قرارها بتخصيص منحة مالية لدعم أصحاب بساتين الموالح في وسط وشمال الدلتا، وذلك من أجل تغيير نظام الري بأسلوب التنقيط بدلا من الغمر، وإعطاء المزارعين القروض المناسبة لتكاليف تغيير نظام الري، بالإضافة للإعلان عن توفير الخبرات اللازمة من المهندسين والخبرات الزراعية للإسهام في مساعدة الفلاح وتطوير أسلوب زراعته للموالح. الأسبوعي تجول داخل محافظتي الدقهلية وكفرالشيخ، لزيارة أصحاب البساتين ومعرفة انطباعهم عن ذلك القرار واستعدادهم له، بالإضافة للتعرف علي طبيعة المشاكل والمعوقات التي تقف حائلا أمامهم في زراعة الموالح. بداية الجولة كانت بقرية كفر المندرة بمحافظة الدقهلية مع السيد حسن السعيد صاحب بستان برتقال، وأشار إلي غياب التوعية عن المزارع في برامج الرش والتسميد والأفات، موضحا أنه من بين كل عشرة مزارعين نجد مزارعا واحدا فقط يفهم أصول الزراعة، وكذلك غياب إشراف وزارة الزراعة عن عملية الزراعة، وأضاف السعيد بوجود مشكلة أخري تتعلق بالتسويق، فبعدما ينفق المزارع علي زراعة البستان من أسمدة ومبيدات بأسعار غالية يضطر إلي بيع المحصول بأسعار رخيصة، لا تعوضه عما أنفقه نتيجة غياب الإشراف علي عمليات التسويق، وأكد السعيد علي أن الري بالتنقيط سيضيف مميزات عديدة للزراعة من أهمها وضع كمية التسميد المناسبة التي يحتاجها المحصول فقط وعدم إهدار أي منها، مشيرا إلي أن التحويل للتنقيط سيكون مكلفا في البداية فقط ولكن مع مميزاته المستقبلية يعتبر رخيصا. تضارب أراء أما الحاج أحمد صالح الجندي ويعمل مزارعا بإحدي البساتين، فقال إن طبيعة الأرض لا يجوز معها استخدام الري بالتنقيط وذلك "لفحولة" أرض الدلتا وخاصة شمالها المشبعة بنسبة ملوحة كبيرة، مما يدل علي تضارب أراء المزارعين حول طبيعة أرضهم المزروعة ويؤكد غياب الوعي لديهم، فالحاج صالح مزارع يبلغ من العمر 65 عاما ويمارس مهنة زراعة الموالح منذ أكثر من 35 عاما، وأضاف صالح بأنه يعاني هو وسائر المزارعين من الحصول علي زيت البكول الذي يتم استخدامه لتنقية الحشرات، وكذلك غياب العمالة المدربة في جمع برتقال التصدير لأنه يحتاج لطريقة خاصة في القص تجعل كبسونة البرتقال متصقة بها، وأضاف بأنه لا يشعر بميزة تجاه الجمعية الزراعية، فالمبيدات مغشوشة بها مثل الخارج، وشدد علي أهمية الرقابة علي بيع المبيدات الحشرية تحت علامة تجارية مضمونة، وبسؤاله عن قرار وزارة المالية تجاه دعم الفلاحين وتغير نظام الري للتنقيط، أفاد بأنه لم يسمع به شيئا. قرار لم يسمع به أحد وبالتوجه إلي مديرية الزراعة بمحافظة الدقهلية، ومحاولة مقابلة المسئول هناك لعرض شكوي المزارعين، أفاد المهندس حمدي صديق رئيس قسم البساتين بالمديرية بأنه بداية لم يسمع بقرار وزارة المالية، ولم تأت نشرة لهم وإن كان يتردد منذ ثلاثة أعوام أخبار عن ذلك المشروع مشيرا إلي مرور المهندسين الزراعيين علي الأراضي الزراعية ومتابعتها وإمدادها بوسائل المكافحة البيولوجية لمقاومة الأفات خاصة ذبابة الفاكهة التي تعتبر من أخطر الآفات. الموالح في الحامول وفي جولة داخل مدينة الحامول التابعة لمحافظة كفرالشيخ، قابلت المزارع توفيق البرعي صاحب جنينة يوسفي وبرتقال، وأشار إلي أن أكبر مشكلة تقابله هو وسائل المزارعين هي دودة نفقات أوراق الموالح، لأن رشها يكون كل 15 يوما وبالرغم من أنه متاح إلا أن سعره غال، وبسؤاله عن إمكانية تحويل نظام الري إلي التنقيط بدل الغمر، أفاد بأنه سيكلفه الكثير ولن يستطيع سداد مديونية التحويل، بالإضافة إلي تشككه في قبول الأرض الخاصة به ذلك النظام لأنها أرض مشبعة بالملوحة، وأكد علي أنه لم يسمع بالقرار الذي صدر من وزير المالية د.يوسف بطرس غالي منذ أكثر من 3 أشهر، وبسؤال فتحي رمضان المزارع عن مستقبل زراعة الموالح وهل يشهد تقدما أم لا، أفاد بأن زراعة الموالح في تراجع كبير كل عام عن الذي يسبقه، نتيجة غياب التوعية بين المزارعين في استخدام المبيدات الحشرية التي تتم بصورة عشوائية، وتؤذي الثمرة قبل صحة الإنسان الذي سيتناولها.