في جولة بالمدينة الحرة ببورسعيد مازال يعيش أهلها من التجار حلم مد العمل بالمدينة التي سينتهي العمل بها مع بداية يناير ،2011 وبالرغم من حالة الركود في الأسواق والكساد الذي أصبح ملازما للمدينة منذ سنوات فإن كبار السن من التجار يجدون هذه التجارة هي الأمل الوحيد لهم للعيش بعد أن تقدم عمرهم وأصبحوا لا يعرفون أي مهنة سوي التجارة، مطالبين بتشديد الرقابة علي المنافذ الجمركية مادامت هناك شكاوي مستمرة من عمليات التهريب للبضائع حيث إن هذه المهمة هي مهمة الدولة ويمكنها احكام هذه المنافذ بسهولة، مشيرين إلي أن مد العمل بالمنطقة الحرة ببورسعيد لن يضر أحدا سواء الدولة أو الناس، بل بالعكس سيكون فائدة للناس الفقراء وأصحاب الدخول الضعيفة لشراء احتياجاتهم من المدينة بأسعار رخيصة عن باقي الأسواق.. وفي السطور القادمة تفاصيل الجولة.. يقول المهندس محمد البهائي صاحب محال إن شهرة بورسعيد جاءت من البضائع المستوردة ذات الجودة العالية والسعر المنافس ومن هذه المنتجات الأدوات المنزلية واطقم السفرة والتي يتم استيرادها من ألمانيا واليابان والصين وتايوان وتايلاند، موضحا أن هذه السلع لها زبونها الذي يأتي من جميع المحافظات لشرائها، فمثلا طقم السفرة الألماني نوع البافاري سعره الآن 500.11 جنيه ويتم جمركته ب700 جنيه وطقم السفرة الياباني سعره 500.9 جنيه وجمركه 500 جنيه ويوجد طقم سفرة صيني عالي الجودة مكون من 130 قطعة بسعر 955 جنيها ويجمرك ب500 جنيه والزبون دائما يقبل علي شرائه، وبالنسبة لحركة البيع فإنها دائما تنتعش في المناسبات والاعياد ومع قدوم شهر رمضان نجد اقبالا من العرائس قبل قدوم العيد علي الشراء لتجهيز العروس ويساعد ذلك الاوكازيون الصيفي الذي يضع خصومات علي السلع والمنتجات المعروضة بنسبة لا تقل عن 40% علي الأسعار. ويضيف البهائي المحال استعدت لقرار انتهاء المهلة المقررة للمدينة الحرة بأنها تستقبل المنتج المحلي المصنع في المحافظات المختلفة من المدن الصناعية المختلفة بعد أن أصبح هذا المنتج ينافس جميع المنتجات العالمية في الجودة والسعر حيث نجد منتجات زهران وغيرها من المصانع عليها اقبال شديد من المستهلك وأصبحت هذه المنتجات تنافس المنتجات العالمية. الركود والأسعار أما سمير المتبولي صاحب محال للملابس الجاهزة ببورسعيد فيؤكد أن سوق بورسعيد التجاري أصبح من سيء إلي أسوأ والسمة الغالبة عليه هي الكساد والركود وحتي مع انخفاض الأسعار لا نجد أي رواج للسلع المعروضة سواء المستورد أو المحلي وأصبحت عملية الشراء للملابس لا تحدث إلا للضرورة القصوي وللمناسبات لأن رب الاسرة أصبح محملا بالاعباء والالتزامات التي تجعله لا يفكر في شراء الملابس إلا للضرورة. ويتساءل المتبولي: لماذا تصر الدولة علي اغلاق المدينة الحرة؟ ومن المستفيد من هذا الغلق، مشيرا إلي أن المدينة انشئت للفقراء منذ 1974 حيث يقوم رب الأسرة بشراء مستلزمات الأسرة من الملابس أما الآن فلا يتم الشراء إلا في المناسبات. ويتساءل المتبولي عن مستقبل التجار في بورسعيد بعد أن تقدم بهم السن فأين يذهبون بعد هذا العمر وبعد تنفيذ قرار انهاء مد العمل بالمنطقة الحرة، مشيرا إلي أنه اذا كان سبب الانهاء هو التهريب فالدولة قادرة علي انهاء هذه المشكلة لانها مشكلتها وليست مشكلة التجار ويمكن للدولة القضاء علي هذه العملية اذا أرادت ذلك وفي الدول المتقدمة لا يتم تنفيذ أي قرار علي الورق إلا اذا تم دراسة الموضوع وجدواه وانواع الضرر الذي يلحق بالناس وتقوم بتعويضهم إلي أن يتم تنفيذ القرار بشكل لا يتضرر منه أحد. وحول إقامة اوكازيون للسلع والملابس خلال هذه الأيام قال سمير المتبولي أي اوكازيون لا فائدة منه لانه اقيم علي مدار السنوات الماضية أكثر من 500 أوكازيون وللاسف لا يعرض فيه إلا البضائع القديمة والبالية والمليئة بالعيوب وتقدم بسعر منخفض للجمهور، وهذا لا يمكن أن يحدث للتجار الشرفاء، والتاجر لا يمكن أن يخسر لأنه اذا اشتري قطعة ملابس بسعر 200 جنيه لا يمكن أن يبيعها ب150 جنيها. ويوضح المتبولي الزبون أمامه الأسعار المنخفضة للبدل المستوردة من سوريا وتركيا والصين وتتراح ما بين 200 و300 جنيه للبدلة ومع ذلك نجد الفصال وهذا بالطبع شيء خارج عن ارادته لأنه لا يملك السيولة الكافية للشراء.