علي الرغم من أن الازمة المالية الحالية وجهت ضربة قاصمة للاقتصاد العالمي، حيث أثرت علي الصادرات في العالم. فإن معظم دول أمريكا اللاتينية مثل شيلي، والمكسيك، واورجواي، وكوستاريكا اعربت عن رغبتها في تدعيم الروابط مع الصين، حيث تري أن تعزيز التعاون مع الصين سيدعم اقتصاديات الجانبين ولذا فقد اقامت الصين تباعا شراكات استراتيجية أو شراكات تعاونية شاملة مع العديد من دول أمريكا اللاتينية. وبداية بالبرازيل في منتصف التسعينيات في القرن الماضي، أقامت الصين تباعا مثل هذه العلاقات مع فنزويلا، والمكسيك، والارجنتين، وشيلي، و بيرو.. وذلك في إطار أن يصبح الجانبان "أصدقاء يعتمد عليهم في كل الأجواء". وذكرت وكالة أنباء الصين (شينخوا) ان وزير الخارجية الصيني يانج جيه تشي قال إن توثيق العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية تعد حتمية موضوعية تتفق مع المصالح الجوهرية للشعبين، مضيفا أنه من أجل تحقيق مستقبل مشترك أفضل، لايجاد الجهود المشتركة التي يبذلها الجانبان نموذجا لتعاون الجنوب، أساسها الثقة السياسية المتبادلة، قوة دفعها التعاون الاقتصادي والتجاري، وتوافقها المنفعة المتبادلة والربح للجانبين. وأشار إلي أنه مع الوصول إلي تفاهم استراتيجي مشترك حول تنمية العلاقات الثنائية، يأتي تبادل الزيارات رفيعة المستوي تعبيرا واضحا عن زيادة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين الصين وأمريكا اللاتينية في السنوات الاخيرة. وأشارت الاحصاءات من وزارة التجارة الصينية إلي أن التجارة الثنائية بين الصين وأمريكا اللاتينية بلغت 111.461 مليار دولار امريكي في فترة يناير سبتمبر 2008 بزيادة 52% عن نفس الفترة من العام الماضي . وذكرت آخر الاحصائيات الصادرة ان التجارة بين الصين وأمريكا اللاتينية وصلت إلي 111.461 مليار دولار خلال الأرباع الثلاثة الاولي من عام 2008، بزيادة 52% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وبلغت قيمة الاستثمارات المباشرة الصينية غير المالية في المنطقة ، والتي شملت التجارة، والتصنيع، والتنقيب عن الغاز والنفط 960 مليون دولار بنهاية يونية من العام الحالي. وأضافت الاحصائية ان الاعتمادية المتبادلة بين الصين وامريكا اللاتينية مع توسع التجارة الثنائية زادت واصبحت حاليا شريكا تجاريا رئيسيا لكل من البرازيل، والمكسيك، والارجنتين، وشيلي، وبيرو، كما وقعت سلسلة من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والتكنولوجي مع 16 من دول امريكا اللاتينية، توفر ضمانات بان الروابط الاقتصادية الثنائية ستنمو بطريقة صحية وسليمة، واصبحت صناعة التكنولوجيا الفائقة نقطة تركيز أخري للتعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية في السنوات الاخيرة. وعلي سبيل المثال، قامت الصين والبرازيل بتعاون مثمر في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، واستكشاف الفضاء. وفي السياق ذاته، صرح مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون النصف الغربي من العالم ارتورو فالينزويلا ل (شينخوا) خلال زيارته إلي الصين أن الوجود المتزايد للصين في أمريكا اللاتينية ليس مصدر قلق ولا يشكل تهديدا لبلاده. واننا نرحب كثيرا باستمرار مشاركة الصين وتعاونها في مجالي الاستثمار والتجارة مع البلدان في نصف الغربي من العالم.. وقال فالينزويلا: نعتقد ان (مشاركة الصين) تساعد في تدعيم الاقتصادات وتتيح فرص عمل للافراد في المنطقة. وذكر ان تجارة الصين مع أمريكا اللاتينية تمثل 5% فقط من تجارتها مع أنحاء العالم، مضيفا: "إذا كان في الامكان العمل علي نموها، فانها ستصبح قيمة للغاية للبلدان في النصف الغربي من العالم".. وقال إنه علي عكس ذلك، فإن تجارة الولاياتالمتحدة مع البلدان في النصف الغربي من العالم تمثل نحو 40% من تجارتها مع العالم. ومن الناحية التاريخية، تقيم الولاياتالمتحدة علاقات تجارية مهمة جدا مع بلدان أمريكا اللاتينية.