في الكويت، ضبطوا شبكة متسولين 5 نجوم! في السعودية، اظهرت احصائية ان 10% من المتسولين مواطنون! التسول اذن كما هو موجود في المجتمعات التي تعاني قلة الدخول والبطالة قائم في مجتمعات الوفرة والدخول المرتفعة! ألم اقل لكم دائما ان العرب في الهم سواء؟! الشبكة التي تم ضبطها في الكويت تضم مديرين وتجارا، بعضهم عرب، واغلبهم اسيويون، لكنهم جميعا فضلوا ترك وظائفهم الاصلية جانبا واحتراف التسول، رغم ان احدهم يحمل في جواز سفره صفة مدير، بينما اربعة اخرون تجار في خانة الوظيفة! لكن الاكثر اثارة انه تم العثور بحوزة بعض محترفي التسول علي كشوف باسماء تجار في الكويت، واسماء لجان خيرية، وشركات وكشوف بمبالغ تبرعات و... و... ومن الواضح ان الشبكة غاية في التنظيم! ماذا كان يحدث لو ان محترفي التسول وظفوا قدراتهم التنظيمية والحركية في الارتقاء بمستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية من خلال وظائفهم الاصلية؟ الظاهرة اكثر خطورة في السعودية، ويكفي للتدليل علي ذلك الاشارة الي ان اعداد المتسللين عبر الحدود الجنوبية فقط تصل الي 3000 شخص يوميا، يمارس 50% منهم التسول بمجرد عبورهم الحدود! وبين المسئولين من يتندر بتفشي الظاهرة، ويذهب الي ان هؤلاء يدخون البلاد بتأشيرة متسول! ولان الظاهرة بهذا الحجم، فإن صور التسول تتعدد، وثمة وسطاء ومهربون وراء ازدهار مواسم التسول. ربما يكون الفقر احد الاسباب.. وقد تكون البطالة حتي بين المتعلمين دافعا لهؤلاء لاقتحام عالم التسول، وابتكار اساليب جديدة له.. لكن يبقي السواد الاعظم في دائرة الانحراف السلوكي والاخلاقي والاستسهال بدلا من السعي الحلال لتأمين متطلبات العيش الكريم. احتراف اعداد متزايدة للتسول كمهنة، ومصدر للعيش، ظاهرة تحتاج الي مواجهة تتجاوز الآليات الامنية والقانونية، لتستهدف اعادة التأهيل النفسي والاجتماعي والمهني قبل اللجوء الي الوسائل العقابية. وجود اطفال في سن الدراسة، وشباب في سن العمل بين شبكات التسول أمر يحتاج الي معالجة غير تقليدية لظاهرة اصبحت تهدد امن وسلامة المجتمعات العربية، وتخصم من رصيد قوة العمل فيها.