لا أعلم درجة عناية بعض الشركات الصناعية بأهمية خدمة ما بعد البيع، اللهم إلا ما سبق وجربت عمليا بعضا من تلك الشركات، فهناك علي سبيل المثال لا الحصر شركات أحمد بهجت للأدوات المنزلية كالثلاجة والبوتاجاز والتلفزيون، ولن أنسي أني اشتريت من عشر سنوات تقريبا ثلاجة "جولدي" وكان بها عيب في الباب، وما إن أبلغت مدير المصانع حتي قام بتغييرها خلال ساعات، وظلت تلفزيونات جولدي تعمل في منزلي مدة تزيد علي أربعة عشر عاما، كان أن أي خلل بها يتم إصلاحه وبتكلفة زهيدة، ثم قرر أبنائي اهدائي جهازين من توشيبا. وهي الشركة التي تنتج الكمبيوتر المفضل لدي منذ سبعة عشر عاما. وكان لي شرف اللقاء مع المهندس مدحت العربي رئيس مجلس إدارة أجهزة الكمبيوتر في توشيبا. ومنذ لقائنا الأول صار صديقا لي بفرط أدبه وسماحة خلقه، فضلا عن أنه شهادة حية لأبيه المحترم رجل الأعمال محمود العربي الذي أسس مجموعة المصانع المنتجة لعشرات المنتجات التي نستخدمها في حياتنا وفوق كل ذلك هو من يأتي بخبراء من اليابان لتدريب الشباب المصري العامل بشركاته علي حسن التطور بل المشاركة في تقديم أفكار لتطوير المنتجات. ولكن ما إن بدأ الصيف منذ ثلاثة أعوام حتي احتاج بيتي الصغير بالساحل الشمالي إلي بوتجاز جديد وثلاجة جديدة، وأصرت زوجتي علي شراء تلك المعدات من كريازي بدعوي أن مراكز الصيانة من بعد البيع متوافرة في الساحل الشمالي. ولا أحد بقادر علي أن يغفل رأي زوجته، لذلك جاءت الثلاجة التي يجب أن تخدم عشر سنوات حسب سنوات الضمان. ولكن لم يمر سوي عامين حتي بدأت "تخر" وتسعل كأنها مريض بالسل والعياذ بالله. وذاب اصبعي من فرط طلب رقم الصيانة الخاص بتلك الشركة، وأخيرا جاءني صوت أصر علي أنه من حقوقي الاستمتاع بصيف يقلل من توتري. ثم جاء اثنان من الفنيين وتم الإصلاح، وفرحت ولكن يا فرحة ما تمت. فقد "باظت" الثلاجة وعادة تسعل وتعطس وتخر، وبدأ اصبعي يذوب مرة أخري علي رقم إسعاف كريازي، وجاءني صوت استطعت أن استوعب منه علي الفور أنه شاب متعلم ومحترم ويفهم في احتياجات البشر واسمه بيتر. ووعدني بأني لن أنام الليلة دون أن تكون الثلاجة علي ما يرام. وطبعا مر الليل وجاء النهار ليذوب اصبعي من جديد علي رقم الصيانة الخاص بتلك الشركة وجاءني صوت شاب محترم آخر اسمه ميشيل. ولم يضع الشاب وقتي أو وقته بل قال بكلمات حاسمة إن من حقوقك أن يتم إصلاح الثلاجة فورا. ولم تمر سوي ساعة إلا وكان عندي اثنان من الفنيين أنجزا العمل بشكل محترم. ويا سادتي أصحاب شركات الأدوات المنزلية، اهتموا بتدريب العاملين معكم علي جودة الصناعة وجودة الصيانة، ولكم في كلمات الشكر من الزبائن ما يزيد من أرباحكم ويجعلها آمنة من الدعاء عليكم في السر والعلن.