أنا لا أعرف المهندس علاء فهمي وزير النقل بادئ ذي بدء، بل إني أعترف أني متعصب للمهندس عصام شرف وزير النقل السابق وهو عالم في مجاله وعقلية نادرة، ولا أعرف علي وجه اليقين أسباب خروجه ولا أسباب خروج محمود أبو زيد وزير الري والموارد المائية السابق، ولا أسباب خروج نادية مكرم عبيد وزيرة البيئة. وأنا "متفرج"، أشاهد تعاقب أبطال المسرحية الواحدة، النص أوحد لا يتغير إلا في بعض التفاصيل. أرقب كصحفي وأرصد حال النقل في بر وبحر المحروسة باهتمام خصوصا بعد تدهور حال السكة الحديد حتي صار اسمها عند العامة والخاصة السكة الحضيض! وقد عشت تجربة لا أنساها أيام المهندس محمد منصور وزير النقل قبل علاء فهمي وركبت قطارا لأتقصي الحقيقة بنفسي محاورا للركاب العاديين عن القصور في هذا المرفق الحيوي.. وقبل أن يصل القطار إلي الإسكندرية تعطل الجرار بفعل فاعل وليس صدفة وفهمت أن "القوة البشرية" في مرفق السكة الحديد هي رقم واحد في المشكلة التي شهدت مصر كوارث فوق القضبان من عمر الوزير سليمان متولي إلي محمد منصور، والمشكلة هي "بشر مغبون وضائع" + "جرارات خردة" + "فلنكات عتيقة" + "قضبان متهالكة" + "مرتبات فلكية لكبار الموظفين" + "قلة حوافز". من هنا أدركت أن العنصر البشري في السكة الحديد هو "الأولي" بالرعاية ومثلما نقول إن ألف باء الإعلام الصحيح هو الحرفية والتقنية، فإن مرفق السكة الحديد يحتاج للكفاءة ويحتاج لاحتشاد الكفاءات حول الوزير.. الوزير علاء فهمي جديد علي السكة الحديد ووزارة النقل لا تقتصر علي السكة الحديد بل إنها من أكبر الوزارات حجما.. وسيأتي اليوم الذي تتحول إلي وزارتين. وقد لفت نظري خبر يقول إن المهندس مصطفي قناوي رئيس مجلس إدارة السكة الحديد أصدر قرارا بتعيين نسيبه المهندس عطية السيد دسوقي نائبا له لقطاع السلامة والمخاطر.. المهندس قناوي اكتشف أن القضية رقم واحد ربما في بقائه كرئيس مجلس إدارة ولضمان قطارات بلا كوارث هو تعيين "رجل قطاع السلامة والمخاطر".. يدعم هذا التعيين أن المهندس عطية هو رئيس الإدارة المركزية لسلامة الركاب والبضائع. ولكن المهندس وزير النقل وجد أن صفة القرابة للمهندس قناوي يشوبها "المجاملة".. وربما أخطأ المهندس قناوي في ترقيات أخري عائلية بالجملة لا أدري مدي صحتها ولا أظن أن رجلا في حجم مصطفي قناوي يقع في هذا الخطأ ويرقي أقاربه بمجرد الجلوس علي الكرسي ولا أعرف قناوي أو أقاربه للإحاطة. الذي يهمني من الألف إلي الياء هو سلامة ركاب قطارات مصر.. وحين يختار رئيس مجلس إدارة السكة الحديد متخصصا في السلامة والمخاطر فلا يهمني إن كان نسيب الوزير أو خاله! المهم كفاءة الرجل قبل القرابة. إن الحساسيات يا معالي الوزير علاء فهمي كهربت حياتنا وضربنا بالكفاءات عرض الحائط، لو كان رئيس العمل قبطيا واختار نائبه قبطيا فهذه "مجاملة طائفية" ولا يهم إذا كان النائب كفؤا أم لا! أمر آخر مهم هو ضغوط الصحافة علي المسئول.. فحتي لا يقال إن الوزير يبارك المجاملات والمخالفات، فإنه يتجنب اتهامات الأقلام ويريح دماغه.. مرة أخري لا أهتم إلا بسلامة الركاب وألا يخرج المترو عن قضبانه لأول مرة (!) لنكن جادين في اختيار كفاءات البلد، حتي ولو كان درزيا..!