مشروع الهضبة الغربيةلأسيوط الذي تم الإعلان عنه مؤخرا علي لسان محافظ أسيوط وهو المشروع الذي علي ما يبدوا لم يظهر للوجود إلا بعد تصوري الذي أرسلته لكم منذ فترة من خلال مبادرة بكرة أحلي لحل مشكلات مدينة أسيوط وهي المبادرة التي كنت أحاول من خلالها أن أجد حلا جذريا للمشكلات التي باتت ترزح فيها مدينة أسيوط الان ويعاني منها ومعها المجتمع الأسيوطي وذلك كمثال عملي وتطبيقي يمكن اتباعه مع باقي أقاليم ومدن الجمهورية تقريبا بلا استثناء كإجراء احتياطي واضطراري في نفس الوقت حتي يتم تنفيذ مشاريع مثل مشروع ممر التعمير الذي يوصي به الدكتور فاروق الباز أو مثل مشروع تنمية سيناء أو غيرهما من مشاريع ممكنة. وكل ما يمكنني قوله بهذا الخصوص هو أنه شيء جيد بالتأكيد أن يحاول النظام الحاكم أن يجد حلا لمشكلات أسيوط بهذا المشروع الضخم الذي تم الإعلان عنه ولكن كل ما كنت آمله فقط هو أن يكون هذا المشروع وغيره من مشاريع بقية مدن ومحافظات الجمهورية التي أعتقد أنها سوف تظهر للوجود فجأة هكذا أيضا بنفس الشكل الذي ظهر به مشروع الهضبة الغربيةلأسيوط في إطار وجزأ لا يتجزأ من مشروع ممر التعمير الذي يوصي به منذ فترة الدكتور الباز لأنني أعتقد أننا بذلك سوف نتلافي الخطأ التي وقعنا فيه من قبل في معظم المدن الجديدة التي تم إنشاؤها علي مدي الثلاثين عاما الماضية بما فيها قري الظهير الصحراوي التي يتم العمل فيها الآن يجعل تلك التوسعات العمرانية الجديدة ما هي إلا نتوءات جغرافية للمجتمع العمراني القديم في الوادي والدلتا وهو ما سبب ألا تقوم تلك التوسعات العمرانية لا يمكن أن يطلق عليها مجتمع عمراني في تلك الحالة بالدور الذي أنشئت من أجله وهو تخفيف التكدس والزحام الموجود وبالتالي الضغط الحاصل علي مدن وقري الوادي القديم فبدلا من أن تكون تلك التوسعات جزءا من الحل أصبحت جزءا من المشكلة وأن نجعلها بدلا من ذلك مجتمعات عمرانية جديدة قائمة بذاتها كما يجب أن يكون عليه أي مجتمع عمراني جديد. والمجتمع العمراني الجديد وكما عرفته من قبل هو المجتمع الذي يستطيع قاطنوه الاستغناء بشكل كبير عن مجتمع الوادي القديم أي أن يكون هذا المجتمع الجديد قادرا علي إشباع جميع حاجات قاطنيه الاساسية دون حاجتهم للجوء إلي المجتمع القديم بشكل دوري لاشباع مثل تلك الحاجات وهذا ما أعتقد أنه من الممكن أن يقوم به مشروع مثل مشروع ممر التعمير للدكتور فاروق الباز لأن هذا المشروع سوف يكفل مثلا شبكة مواصلات "سكك حديد وطرق" جديدة ومختلفة تماما وكليا عن شبكة المواصلات الموجودة "ولا أريد أن أقول المتهالكة" بالوادي القديم غير أنبوب المياه الذي سوف يكون واصلا من جنوب مصر إلي شمالها وخطوط الكهرباء التي سوف تكون ممتدة بطول الممر مما سوف يقلل من اعتماد قاطني تلك المجتمعات العمرانية الجديدة التي سوف تنشأ علي هذا الممر ومنها بالتأكيد هضبة أسيوطالغربية في تلك الحالة علي خطوط المواصلات القديمة والاعتماد بدلا من ذلك علي خطوط المواصلات الجديدة وهو ما سوف يؤدي في النهاية إلي تقليل الضغط الحاصل علي مدن وقري الوادي القديم بعكس الحالة التي سوف يتم فيها إنشاء مشروع الهضبة الغربيةلأسيوط بمفردها هكذا دون وجود شبكة المواصلات الجديدة التي سوف يكفلها مشروع مثل مشروع الدكتور فاروق الباز فقاطنو تلك الهضبة سوف يصبحون مضطرين للاعتماد علي شبكة مواصلات الوادي القديم لعدم وجود البديل وهو ما يعني زيادة الضغط علي تلك الشبكة القديمة للدرجة التي سوف تؤدي في النهاية وكنتيجة منطقية وطبيعية إلي توقفها وشلها بالكامل نتيجة لعدم تحملها كل هذه الأحمال والأعباء التي سوف تصبح محملة بها وملقاة عليها. وأري أن إنشاء المجتمعات العمرانية التي سوف توجد علي الممر يجب أن تكون الخطوة الأخيرة بعد اكتمال البنية التحتية من طرق وسكك حديد وكهرباء ومياه وخلافه سنكون وكأنني لم نفعل شيئاً لأن هذه التوسعات العمرانية سوف تظل تعتمد علي الوادي القديم في كل ما يخص شئون حياة قاطنيها حتي اكتمال ممر التعمير وهو في الغالب ما لن يحدث لأن البدايات الخطأ دائما تؤدي إلي نهايات خطأ. أسامة فايد