شهد فجر أمس جريمة جديدة تضاف إلي سلسلة جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تعرضت قافلة التضامن البحرية التي كانت تحاول الوصول إلي غزة لعدوان إسرائيلي أسفر عن مقتل 16 علي الأقل من المتضامنين كانوا علي متن أسطول الحرية في المياه الدولية علي بعد 20 ميلا بحريا من القطاع. وزعم الناطق العسكري الإسرائيلي بأن أفراد القوة الإسرائيلية المهاجمة تعرضوا إلي إطلاق النار ومقاومة بالسكاكين وأن أربعة منهم أصيبوا بجروح، في حين نفي صحفي مرافق للقافلة هذا الإدعاء وقال لوكالة "اسوشيتدبرس" إن البحرية الإسرائيلية فتحت نيرانها علي السفن قبل الصعود إليها، وقال إن مئات الجنود الإسرائيليين المدعومين من الجو هاجموا سفن الأسطول في وقت واحد مستخدمين الرصاص والغازات، وقال إن جميع النشطاء الذين تم إيقافهم واجهوا القوات الإسرائيلية بشجاعة ورفضوا التعامل معها. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل من بين المصابين بجروح خطيرة خلال الهجوم. ونقلت وكالات الأنباء عن مسئول إسرائيلي قوله إن القافلة تجاهلت أوامر بالعودة تلقتها عبر اتصال لاسلكي من البحرية الإسرائيلية وأن القوارب الحربية طلبت من اسطول الحرية التوجه إلي ميناء اسدود الإسرائيلي لتفريغ حمولتها من المساعدات هناك، وكان وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان قد أعلن من قبل أن بلاده قد استعدت لإيقاف قافلة السفن مهما كان الثمن ووصف القافلة بأنها نوع من الاستفزاز وأن لدينا كل العزم والإرادة السياسية لمنع هذا الاستفزاز ضدنا. وقال نتنياهو الذي يلتقي الرئيس الأمريكي أوباما خلال ساعات إنه يدعم القوات التي شاركت في الهجوم وتعهد باستمرار ذلك الدعم. وكان بين المشاركين في قافلة الحرية البالغ عددهم 650 ناشطا نائبان مصريان هما عضوا مجلس الشعب محمد البلتاجي وحازم فاروق وترددت أنباء عن أسرهما لدي السلطات الإسرائيلية وحتي مثول الجريدة للطبع لم تتحدد حالتهما الصحية وما إذا كانا أصيبا في المجزرة من عدمه. وذكر بيان لرئاسة الجمهورية أن الرئيس حسني مبارك استنكر لجوء إسرائيل للاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة وما اسفر عنه من ضحايا أبرياء وأكد تضامن مصر شعبا وحكومة مع أهالي غزة. واستدعت الخارجية السفير الإسرائيلي بالقاهرة وأبلغته مطالب مصر بضرورة امتثال بلاده لقرار مجلس الأمن والاستجابة للمبادرة المصرية والوقف الفوري لإطلاق النار في غزة فيما تحركت القوي الشعبية وقام حقوقيون وصحفيون ومحامون بالتظاهر أمام نقابة الصحفيين بالقاهرة للمطالبة بطرد السفير الإسرائيلي وأعلنت جماعة الإخوان تنظيم مظاهرة كبري أمام مسجد الفتح. وفي الولاياتالمتحدة أعرب البيت الأبيض عن عميق أسفه لسقوط ضحايا في الهجوم الإسرائيلي علي أسطول الحرية وطلب تقصي الحقائق. وتوالت ردود الأفعال العربية والدولية حيث وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحادث بأنه مجزرة، وأعلن الحداد لمدة 3 أيام في مختلف الأراضي الفلسطينية وطالب باجتماع طارئ لجامعة الدول العربية، بينما ندد إسماعيل هنية بالاقتحام الإسرائيلي للقافلة ودعا الأممالمتحدة لتحمل مسئوليتها لضمان سلامة المشاركين في القافلة، ووصف صائب عريقات مسئول ملف المفاوضات الحادث بأنه إجرامي وأكد أن السلطة الفلسطينية تدرس الخطوات التي ستتخذها ضد الممارسات الإسرائيلية. وفي الكويت قررت الحكومة عقد جلسة طارئة لمناقشة الاعتداء علي القافلة التي كانت تقل 16 كويتيا من بينهم وليد الطبطبائي أحد أعضاء مجلس الأمة الكويتي، وفي قطر وصف أميرها الحادث بأنه قرصنة وقال إن ما حدث يؤكد ضرورة رفع الحصار عن غزة. وفي بروكسل أعلن الاتحاد الأوروبي علي لسان مسئولة العلاقات الخارجية كاثرين انستون عن أسفه العميق للأنباء التي تحدثت عن مقتل عدد من المتضامنين وقدم تعازيه لأسر القتلي والجرحي، وقالت إن الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق شامل في ظروف الحادث. وفي تركيا أصدرت وزارة الخارجية بيانا عاجلا أدانت فيه الهجوم الإسرائيلي وقالت إن ما ارتكبته تل أبيب سيؤدي إلي نتائج وخيمة في العلاقات مع إسرائيل ووعدت بالرد، كما استدعت الخارجية التركية السفير الإسرائيلي للتعبير عن الاحتجاج الشديد علي الحادث. وفي ألمانيا قال اولريتش فيلهيلم المتحدث باسم الحكومة إن ألمانيا تشعر بالصدمة إزاء الاحداث في المياه الدولية في غزة وقال إن الحكومة تشعر بأسف بالغ لفقدان أرواح نتيجة لهذا الحادث، ويذكر أن من بين أعضاء القافلة خمسة مواطنين ألمان من بينهم عضوان في مجلس النواب. وفي طهران، قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إن اعتراض إسرائيل لقافلة الاغاثة التي كانت في طريقها إلي قطاع غزة يمثل عملا "لا إنسانيا" سيسرع في زوال إسرائيل، علي حد تعبيره.