المعادلة التي يعرفها الجميع إلا الحكومة:دخول ثابتة + ارتفاع أسعار= انفجار

أرقام جهاز الإحصاء: ارتفاعات الأسعار 54% في الخضراوات 9 .25% الفاكهة 7 .17% اللحوم . . السكر 9 .22% الزيوت 9 .9%
بنك الطعام: هناك أسر لا تملك مالا لشراء الخبز فقط!
أحمد الصنايعي: المعيشة أصبحت "صعبة" . . والفول رفيقنا
محمد "صاحب محل": تحركوا قبل أن نصل إلي مرحلة لا نريدها!
أحمد "بالمعاش": الحياة ماشية . . ولو ب "عيش حاف"!
خبراء الاقتصاد: بعض الزيادات بدون مبرر . . ودور الحكومة قاصر . . والأسواق بلا رقابة
المعيشة أصبحت صعبة .
الدخول ثابتة وربما تزيد قيمتها الأسمية ولكن تنخفض قيمتها الحقيقية دائما .
الكل يعرف أن هناك خللا كبيرا في المعادلة التي تحفظ للناس البقاء فوق مستوي الكفاف، الكل يعرف خطورة المعادلة الحالية دخول ثابتة + ارتفاع أسعار= انفجار . . والمؤسف أن الطرف الوحيد الذي لا يعيها هو الحكومة .
رصدت العالم اليوم ل"الأسبوعي" حالة الأسعار . . التقت الناس البسطاء في القاهرة والمحافظات ونقلت هذه الصورة الواقعية بالارقام وبالمشاعر والاحاسيس وبدون أي تعليق .
شهد شهر مايو ارتفاعا كبيرا في الأسعار خاصة في اللحوم والدواجن، حيث أوضحت أرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء ارتفاع أسعار الخضراوات عن العام الماضي بنسبة 54% والفاكهة بنسبة 9 .25% واللحوم والدواجن 7 .17% والسكر والاغذية السكرية زادت بنسبة 9 .22 والزيت والدهون زادت بنسبة 9 .9% والالبان والجبن والبيض زادت بنسبة 5 .8% وفي المقابل تراجعت أسعار الاسماك بنسبة 7 .0% .
"النار"
ولمعرفة الحالة التي يعشها المواطنون في ظل ارتفاع الأسعار يحكي المواطنون معاناتهم اليومية للحصول علي لقمة العيش . . يسرخ أحمد علي وهو يعمل بورشة بحلوان ويقول إنه يحصل علي أجر يومي 35 جنيها ولديه ثلاثة أولاد، موضحا أن هذا المبلغ لا يكفيه هو وأولاده في اليوم الواحد، مشيرا إلي أنه لا يستطيع أن يطعم أولاده سوي أكل بسيط جدا كالفول والعدس وبعض المأكولات الأخري، ويقول: لا نأكل اللحوم إلا اذا حصلت في مرات نادرة علي أجر مرتفع يصل إلي 60 جنيها، ويشير إلي أن ارتفاع أسعار اللحوم والسلع الاستهلاكية جعلت المعيشة صعبة .
وأضاف محمد عوض صاحب محل شنط بفيصل: الأسعار ارتفعت بشكل مبالغ فيه إلي الدرجة التي لا يستطيع معها الناس أن يتكيفوا مع الأسعار لعدم وجود دخول مناسبة لديهم، فالتجار أصبحوا جشعين في كل شيء ويوضح ان ازمة ارتفاع الأسعار بدأت بارتفاع أسعار اللحوم، بالاضافة لارتفاع بعض أنواع السلع الاستهلاكية كالمكرونة والارز والعدس والفول والزيت والدقيق وانتهت برفع أسعار المواصلات .
وقال عوض إن حالة الغلاء التي اجتاحت السوق ليست سوي لالهاء المواطنين عن المشكلات الأخري، ويطالب الحكومة بوضع حلول فورية لحل ازمة ارتفاع الأسعار قبل أن يصل الشعب إلي مرحلة الغضب وتحدث مشكلات عديدة بالمجتمع نحن في غن عنها .
ومن مشكلات احمد السيد الذي يسكن بمنطقة فيصل ارتفاع أسعار المواصلات بها نصف جنيه مرة واحدة، موضحا أن بعض السائقين قاموا برفع أسعار الأجرة من 75 قرشا إلي 25 .1 قرش ويستغلون احتياج الناس، ويتساءل من يرضي بذلك؟ ويطالب الحكومة بالتدخل لانقاذ المواطن المصري الذي لا يستطيع ان يتحمل تكلفة هذه المعيشة ورفع دخول المواطنين، فمازال يوجد افراد لا يستطيعون الحصول علي كيلو اللحمة في الشهر وليس في الأسبوع!
ويحذر السيد من ان ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه سيؤدي إلي ثورة شعبية لأن الناس لن تستطيع مسايرة كل هذا الغلاء وأكبر دليل علي ذلك الاعتصامات والمظاهرات التي نراها كل يوم لحصول موظفي الشركات والمصانع علي مستحقاتهم المالية، ويسأل: إلي أي مدي تريد أن تذهب بنا حكومتنا؟!
"المأساة"
ولا يختلف الوضع بين أهالي المحافظات في المأساة التي يعيشونها والغلاء الذي أحاط بهم من كل النواحي . . وكما يقول مصطفي حسين موظف بالتربية والتعليم بمدينة المنصورة فقد ارتفعت الأسعار في كل شيء من حولنا ولكن دخولنا مازالت ثابتة، موضحا أنه قام بمقاطعة اللحمة اجباريا نظرا لارتفاع سعرها بشكل جنوني واضطر رغما عنه إلي مقاطعتها لعدم استطاعته الموازنة بين دخله وسعرها .
ولم يختلف الوضع كثيرا في محافظة الغربية حيث قال احمد يونس موظف بالمعاش انه يعيش يومه ويأكل أي شيء أمامه حتي لو "عيش حاف"، موضحا ان الأسعار ارتفعت ودخولنا مازالت ثابتة، ولم يفته أن يقول لنا إنه نسي طعم اللحمة من زمان .