لا يقتصر الاهتمام بكأس العالم لكرة القدم علي عشاق اللعبة والمنتخبات المشاركة في النهائيات التي ستستضيفها جنوب افريقيا بل يمتد إلي شركات تأمين عالمية وفرت تغطية تأمينية للبطولة بمقدار 5 مليارات دولار. ومع تبقي نحو شهر واحد علي انطلاق البطولة بمباراة جنوب افريقيا أمام المكسيك فقد قام الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" واتحادات وطنية ومؤسسات إعلامية وشركات للسياحة والسفر ووكالات إعلانية ورعاة بالتأمين ضد أخطار مثل الالغاء أو الكوارث. وبالطبع فإن مبلغ المليارات الخمسة مقسم علي شركات تأمين كثيرة لكن القسم الاكبر تتحمله شركتا ميونيخ ري وسويس ري لاعادة التأمين. وقالت سابين باخ رئيس قسم الطوارئ في ميونيخ ري وهي اكبر شركة اعادة تأمين في العالم ان المؤسسة تتحمل حوالي 350 مليون دولار من المخاطر فيما يعد "أكبر قدر من مخاطر التأمين". وقال هانز جيه.ارشتيفن المتخصص في المخاطر الخاصة للشركات في سويس ري ثاني أكبر الشركات العالمية في مجال إعادة التأمين إن مؤسسته تتحمل مخاطر تقدر بمئات الملايين من الدولارات. ورغم أن المخاطر علي البطولة التي تقام في الفترة من 11 يونية إلي 11 يولية للمرة الاولي في دولة افريقية ليست بمثل خطورة كوارث طبيعية أو اخري من صنع الانسان الا انها ذات أهمية للمؤسسات التأمينية. ومثلما كان الحال مع دورات الالعاب الأوليمبية فإن هناك فرقا تعمل من اجل حساب المخاطر نظريا وبالتالي تضع تغطيات تأمينية. وأشادت مؤسسات تأمينية بجنوب افريقيا بعد نجاحها في استضافة بطولات رياضية مهمة للرجبي والكريكيت. وقالت سابين: "بطبيعة الحال فان كأس العالم بطولة اكبر لكن جنوب افريقيا أظهرت قدرتها علي التعامل معها. لم يعد خطر الالغاء اكبر مما كان عليه مع بلدان اخري". وقال شتيفن: "مقابل قسط اضافي يمكن تغطية أيضا مخاطر الحرب او هجوم ارهابي". واضاف أن بعض المنظمين قبلوا العرض. وتعتبر الحرب خطرا بعيدا بينما تعني الإجراءات الامنية المحيطة بالدورة ان احتمالات حدوث هجوم ارهابي لا تختلف كثيرا عما كان الحال عليه في كأس العالم في المانيا 1996 أو كأس أوروبا 2008 في سويسرا والنمسا. لكن شركات اعادة التأمين وضعت كل شيء في الحسبان. وقال شتيفن: "أسوأ سيناريو ممكن هو حدوث هجوم ارهابي اثناء حفل افتتاح البطولة مما يؤدي الي مقتل الالاف". وتخشي باخ من ميونيخ ري ألا يخرج حفل الختام في صورة مبهرة. وقالت: "اذا انقطع الارسال فسوف يكون ذلك امرا سيئا".