"رأس المال جبان".. هكذا يقال دائما عندما تحدث أي مشاكل في دولة ما انطلاقا من بحث رؤوس الأموال عن المناطق الآمنة للعمل والتواجد بها خوفا من أي توترات قد تحدث وتؤثر علي مستقبل استثماراتهم بالسلب لهذا تطرح "العالم اليوم" في هذا الجزء رأي رجال الأعمال والمستثمرين في أزمة دول حوض النيل لاسيما بعد تصاعد الأزمة وتوقيع دول المنبع اتفاقية منفردة بعيدا عن دول المصب مصر والسودان وهو ما اعبتره البعض بداية لخلافات جديدة من الممكن أن تؤثر علي الشركات المصرية العاملة في إفريقيا أو الاستثمارات الموجودة داخل مصر باعتبار أن فشل المفاوضات سيؤثر بالسلب علي حصة مصر من المياه وهو ما يمثل عاملا سلبيا علي مناخ الاستثمار في مصر. بداية فإن المهندس حسين صبور "رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين ورئيس مجلس الأعمال المصري الأثيوبي" يؤكد رفضه القاطع لتأثير أي خلافات علي تواجده وعمله بداخل البلاد الإفريقية، ويقول إن المخاطر التي تحيط بالاستثمار والعمل علي التواجد بأي بقعة في العالم بما فيها مصر نفسها. مشيرا إلي أنهم كرجال أعمال يعلمون جيدا الفارق الواضح ما بين عملهم بداخل دولة متقدمة ومستقرة سياسيا وتشريعيا مثل سويسرا ودولة أخري ناحية لم تصل بعد لدرجة النضج مما يعني تزايد نسبة المخاطرة في العمل بها. ويقول إن رجل الأعمال عليه تقدير المخاطر بنفسه وهو صاحب القرار في العمل والاستثمار مع أي دولة إفريقية. ويضيف أنهم أثناء زيارتهم لأثيوبيا التي تم تنظيمها مؤخرا قاموا بعقد اجتماع موسع حضرته قيادات أثيوبية ومصرية وقامت تلك القيادات بالدولتين بتقديم النصيحة لهم كرجال أعمال أن يقوموا بإبعاد السياسة ومشاكل المياه عن عملهم ونشاطهم الاستثماري، وأكدوا أن الحكومات ستصل إلي حل يرضي جميع الأطراف وأن عليهم الاهتمام بالاستثمار والتجارة البيئية. ويؤكد أن هذه النصيحة إذا تم العمل بها وتطبيقها فإن ذلك سيكون لصالح جميع الأطراف، خاصة وأن تقوية العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم الاستثمارات المتدفقة سيكون له دون شك أثر ايجابي في حسم أي خلافات قائمة ومساعدة الحكومات في الوصول إلي اتفاقات ترضي جميع الأطراف. ويضيف أنه كمكتب استشاري يعمل بمجال الاستثمار العقاري والسياحي سوف يستمر بخططه التوسيعية في إفريقيا وخاصة وأنها تحتاج بشدة للخبرات المصرية. قاعدة وكذلك فإن مصطفي الأحول "رئيس مجلس الأعمال المصري الشرق إفريقي" ينفي هو أيضا أي تأِير للخلافات السياسية حول قضايا المياه علي خططهم التوسعية وحركة الاستثمار المتدفقة لإفريقيا، ويؤكد أن زيادة الاستثمارات المصرية بإفريقيا يعد الطريقة الوحيدة والمثلي لتقوية العلاقات ووضع قاعدة اقتصادية كبيرة لها وزنها تؤثر في اتخاذ القرار السياسي بهذه الدول. ويضيف أنه شخصيا سوف يستمر في العمل بإفريقيا وسيقبل أي تحد لأن هذا السوق أهم من أسواق أخري كثيرة نتجه لها ونهتم بها. منوها إلي الأهمية الكبري التي تلعبها القارة السمراء بالنسبة لمصر سواء علي مستوي بعد الأمن القومي أو البعد الاستراتيجي أو الثروات الطبيعية التي تتواجد بها وتجعل العديد من الشركات العالمية تتنافس للعمل بداخلها، ويؤكد أن كل هذه العوامل تجعل توطيد العلاقات المشتركة خطوة ضرورية ومطلوبة خلال المرحلة القادمة. ويشير إلي التحركات الايجابية التي تمت علي صعيد دفع العلاقات المشتركة ويقول إن هناك بنوكا مصرية قامت بافتتاح فروع لها، وكذلك شركات بدأت في العمل عقب الزيارة الحكومية التي تمت لأثيوبيا خلال الآونة الماضية، ويؤكد أن الخطوات لابد أن تستمر لتقوية العلاقات الاقتصادية المصرية الإفريقية. حوار من جانبه يرفض إبراهيم محلب "رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب" وصف ما يشهده ملف المياه اليوم بأنها "خلافات" ويقول إنه نوع من الحوار الذي يشهد تبايناً في وجهات نظر، وأن مصر بدورها الريادي وشبكتها الدبلوماسية ستتمكن من حسم تلك المشكلة والوصول مع الحكومات والإفريقية لحلول ترضي جميع الأطراف. ويضيف أنهم كشركة يتواجدون بالعديد من الدول الإفريقية شمالا وجنوبا، بالسودان ورواندا ونيجيريا وأوغندا وتشاد وغانا وغينيا الاستوائية وأثيوبيا والكاميرون وبتسوانا.