كان سقوط المنازل علي رؤس سكانها في منطقة بولاق أبو العلا خاصة المنطقة المعروفة باسم الماسبيرو "مفتاح" دراما يعاني منها الأهالي بين مبان قديمة توشك أن تنهار علي رؤسهم ومضطرين للاقامة فيها، وبين مستثمرين يضعون عيونهم علي هذه الأرض ذات الموقع الفريد لأي مشروع عقاري. رصدت العالم اليوم "الأسبوعي" حكايات الشهد الذي ينتظره المستثمرون والدموع التي يذرفها الأهالي، والتقت بجميع الأطراف المعنية في هذه الدراما الواقعية من خلال التحقيق التالي. في البداية يقول سعيد عبدالراضي صاحب محل أن كل منطقة بولاق أبو العلا أو كما يطلقون عليها "ماسبيرو" منطقة قديمة وبيوتها متهالكة في حاجة للهدم أو إعادة بنائها من جديد، خاصة منطقة شركس الواقعة خلف مبني الاذاعة والتليفزيون مباشرة، وكذلك منطقة الشيخ علي التي جاء لمعظم مبانيها قرارات ازالة لخطورتها علي أرواح السكان الذين يعيشون بها متناسين أي خوف من وقوعها فوق رؤوسهم لعدم وجود مأوي آخر يمكن أن يحتموا بداخله. ووصف عبدالراضي ما يحدث في هذه المنطقة بأنه مهزلة بمعني الكلمة، ويوضح ذلك ويقول إن الجهات المسئولة تصدر قرارات ازالة لوجود خطورة داهمة لكي يتم اخلاء المنازل وذلك بناء علي قرار من لجنة هندسية تابعة للمحافظة والحي، مع وعد بتسليمهم شقق أخري في مدينة النهضة، ولكن ما حدث أن السكان رفضوا الخروج لأن الشقق لم تكن موجودة في ذلك الحين، وليس منطقيا أن يخلوا بيوتهم ليناموا في الشارع، وظلوا منتظرين الشقق البديلة حتي سقط البيت فوق رؤسهم وأودي بحياتهم، ويقول: نحن حتي الآن لم نعلم من المخطئ؟ مشيرا إلي أن المحافظة لم تتحرك لنقل الناس إلا بعد موت فردين متسائلا وماذا كان سيحدث لو تم تسليم الشقق بسرعة؟! وأشار عبدالراضي إلي أن الناس تتمني الحصول علي شقق في النهضة أو في أي مكان بديل لأن بيوتهم متهالكة جدا، موضحا أن من يعيش فيها هم الاجداد والاباء أما الجيل الحالي فيعيش خارج المنطقة، كما أن هذه المساكن ليست ملكا لمعظم الناس ومعظمها حكر أي ملك للاجانب لذلك يفضل الناس الحصول علي شقة نظيفة وجديدة وترك البيوت البالية. ولم ينف عبدالراضي أن العين علي المنطقة منذ زمن بعيد حيث حاول بعض المستثمرين شراء بعض الأراضي من سكان المنطقة، ولكن معظم المحاولات باءت بالفشل. "عروض الشراء" ويضيف حسني محمد أن المنطقة تقع في قلب البلد، وعندما كان هناك احتياج لقطعة أرض لبناء مبني التليفزيون الجديد تم اخراج الناس من مساكنهم وتعويضهم بشقق جديدة أو نقدا، حيث تم نزع ملكية الارض وتخصيصها للمنفعة العامة، ونقل السكان إلي مدينة 15 مايو وتعويض البعض الآخر. ويقول حسني أنا مثل كثيرين أعيش في هذه المنطقة منذ أكثر من 60 عاما ولا نعرف غيرها، وهناك مناطق وشوارع كثيرة مثل شركس وأبوطالب والشيخ علي مبانيها شبة آيلة للسقوط، وتحتاج لإعادة بناء أو هدمها والانتفاع بها وتعويض الناس بما يتناسب مع القيمة الفعلية للارض ومنحهم شققا بديلة. كما يؤكد سعيد حسن حسان موظف علي المعاش أن 75% من اراضي ماسبيرو خاصة مناطق شركس وحلمي والارمنطي والشيخ علي حكر تعود ملكيتها إلي أجانب معظمهم اتراك مثل حكر جيهان عيد و25% ملكية خاصة لافراد يعيشون فيها، ونظرا لأن المنطقة عمرها 150 سنة، فهي متهالكة تماما، لأن مبانيها بدون أعمدة ولا خرسانة مسلحة صلبة وتقوم علي نظام الحوائط الحاملة، وعدد كبير منها بحاجة للازالة نظرا لخطورته علي حياة ساكنيها، ويوضح أن هناك بعض الاهالي الذين تم نقلهم إلي مدينة السلام ومدينة النهضة، وذلك لاحلال وتجديد المنطقة التي تقع في وسط القاهرة فمن اليمين يحفها كورنيش النيل ومن اليسار وسط البلد. وتعجب حسان من عدم اهتمام مسئولي محافظة القاهرة وحي بولاق أبوالعلا بحالة المنازل التي سقطت علي سكانها وكان الأحري بهم التحرك مبكرا قبل أن يؤدي سقوط احد البيوت إلي وقوع ضحايا رغم أنهم ذهبوا للحي والمحافظة للخروج من المنزل قبل أن يهدم عليهم، ولكنهم بقوا مضطرين لوجود حيطة تداريهم علي حد وصفه حتي لقوا مصرعهم ولكن بعد فوات الاوان وقرروا بعد مرور عامين نقل الاهالي لمساكن جديدة بمدينة النهضة، حيث تم الموافقة علي منح سكان المنطقة 400 شقة وتم تسليم 100 شخص ومن المنتظر تسليم الباقين قريبا مساكنهم. وأضاف أن العيون علي هذه المنطقة من كبار شركات الاستثمار العقاري نظرا لقربها من كورنيش النيل وأنها قريبة من شركات ومؤسسات كبري كالأهرام والاخبار والميناء العالمي البري وإدارة كهرباء جنوبالقاهرة ورمسيس هيلتون وأوركيديا وأوراسكوم والاذاعة والتليفزيون حتي ان هناك عددا من الشركات جاء وعرض علي بعض السكان الشراء منهم بسعر يتراوح ما بين 5 و7 آلاف جنيه لمتر الارض، ولكن عمليات البيع لم تتم ولا أحد يعرف