تعيش المطارات الاوروبية حالة من الارباك بسبب النزاعات العمالية، فبعد ان علق طيارو لوفتهانزا الالمانية إضرابهم يعتزم مراقبو الحركة الجوية في فرنسا بدء إضراب خاص بهم تزامن مع تصويت طواقم الخطوط الجوية البريطانية للدخول في إضراب عن العمل لم يحدد موعده. وقالت نقابة طياري "لوفتهانزا" وممثلو شركة الطيران الالمانية إن إضراب الطيارين سيتوقف اعتبارا من منتصف الليل، وأعلن الطرفان استئناف المفاوضات "فورا وبدون شروط" مسبقة. وجاء تعليق الاضراب بعد اتفاق الطرفين امام محكمة العمل في فرانكفورت علي استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة، وكان من المقرر ان يستمر الاضراب الذي بدأ الاثنين لمدة أربعة أيام مما كان سيشكل اكبر حركة احتجاج في تاريخ الشركة، وستبلغ خسائره أكثر من 30 مليون دولار يوميا. ويطالب الطيارون وعددهم 4 آلاف بزيادة في الاجور وبضمانات للمحافظة علي وظائفهم، ومن المقرر ان تستأنف لوفتهانزا معظم رحلاتها اعتبارا من بعد إلغاء مئات الرحلات وعادة ما تسير الشركة 1800 رحلة يوميا إلي مختلف أنحاء العالم، تتوقع السلطات الفرنسية إلغاء نصف الرحلات من مطار "أورلي" و25% من "شارل ديجول" أهم المطارات في فرنسا نتيجة إضراب عمالي متوقع للعاملين في أربعة قطاعات مختلفة في الطيران المدني ومن المتوقع استمرار الإضراب. وعلي غرار مطالب طياري لوفتهانزا يطالب موظفو الناقل الجوي الوطني البريطاني بضمانات للوظائف وللاحتجاج علي تجميد الزيادة السنوية لرواتبهم، وتخفيض عدد القوي العاملة، ويذكر انه كان من المقرر ان يقوم العاملون ب "بريتيش أيرويز" باضراب في ديسمبر لمدة 12 يوما، إلا ان محكمة بريطانية قضت بعدم قانونيته، وتأتي المطالب بضمانات وظيفية فيما تتلقي شركات الطيران الكبري ضربات قوية جراء الكساد الاقتصادي والمنافسة الحادة التي تشكلها شركات الطيران الاقتصادية الصغيرة. وكانت "أياتا" قد أعلنت في مطلع الاسبوع الحالي ان خسائر قطاع النقل الجوي العام الماضي بلغت 11 مليار دولار، وإلي نحو 50 مليار دولار خلال العقد الماضي، كما تراجعت حركة نقل الركاب العالمية بنسبة 3.5% العام الماضي. ويذكر ان شركات الطيران الاوروبية ليست الوحيدة التي تنوء تحت وطأة الازمة، حيث بدأ الناقل الوطني الياباني "جال" اجراءات إشهار إفلاسه، فيما ألغت "كنتاس" الاسترالية السفر علي الدرجة الاولي علي متن رحلاتها، ويتوقع مراقبون ان تشهد شركات الطيران حول العالم المزيد من الاضرابات العمالية، وقال ريك شوني من "فيركومبير. كوم": القطاع سيخسر قرابة 10 مليارات دولار في ،2009 وأكثر من 5 مليارات هذا العام.. لذلك سنري المزيد من هذه الاعمال فيما تحاول شركات الطيران خفض التكاليف لمواجهة هذه الخسائر، وبعيدا عن إضرابات شركات الطيران قال عملاق البترول الفرنسي "توتال" إن الوقود بدأ في النفاد من 100 من بين 4 آلاف من محطات تعبئة الوقود التابعة له في البلاد مع دخول إضراب عمال مصافي البترول أسبوعه الثاني، وفي مدريد قوبل مقترح برفع السن الاجبارية للمعاش إلي 67 عاما، برفض النقابات العمالية التي دعت إلي تظاهرات احتجاجية واسعة الثلاثاء، كما ستشهد اليونان حركة إضرابات واسعة في خطوة احتجاجية علي قرار الحكومة خفض النفقات العامة لمواجهة العجز الهائل.