الوجه الآخر لمصر هي أنها جزء من صحراء شمال إفريقيا حيث يقسمها وادي النيل إلي جزء غربي بنسبة 68% هي الصحراء الغربية وجزء شرقي بنسبة 22% هي الصحراء الشرقية وسيناء بنسبة 6% أي أن 96% من مساحة مصر البالغة مليون متر مربع هي صحراء ورغم أن السياحة البيئية والصحراوية والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات علي مستوي العالم سنويا والتي تمثل حوالي 40% من السياحة العالمية فإنها لا تشكل من حجم السياحة المصرية سوي 20% حيث يبلغ عدد السائحين البيئيين حوالي 5.2 مليون سائح من إجمالي حوالي 13 مليون سائح يزورون مصر سنوياً.. رغم أن هناك استراتيجية خاصة بالسياحة البيئية تم إقرارها منذ عام 2005 ويبلغ عدد المحميات الطبيعية في مصر حاليا 24 محمية علي مساحة 10% من أرض مصر كما أن المخطط إعلان 16 محمية جديدة ليبلغ عدد المحميات 40 محمية بحلول عام 2017 بما يوازي 17% من مساحة مصر. ومؤخراً تم توقيع عقد إدارة أول فندق مصري يعمل وفق المعايير الدولية للحفاظ علي البيئة وهو فندق "شاندا لوج" بواحة الداخلة بين شركة جنان للفنادق والمنتجعات الإماراتية وهي الشركة الأولي في المنطقة لإنشاء سلسلة من الفنادق صديقة للبيئة وشركة منيرفا للسياحة المصرية. فهل تسهم هذه الشراكة في تنشيط السياحة البيئية والصحراوية في مصر خاصة وأن الحكومة تهدف لاستقطاب 16 مليون سائح إلي مصر بحلول عام 2011؟! اهتمام كبير بداية يؤكد نويل مسعود الرئيس التنفيذي لشركة جنان للفنادق والمنتجعات القابضة أن الاهتمام بالسياحة البيئية ازداد علي مستوي العالم خلال السنوات العشر الماضية بدليل نمو أعداد السياح في هذا النوع بمعدل من 5 إلي 10% سنويا، مشيرا إلي أن السياحة البيئية تمثل في مصر حوالي 22 إلي 25% من إجمالي السياحة الوافدة لمصر وهي منخفضة نسبيا مقارنة بالمعدلات العالمية حيث تبلغ نسبتها حوالي 40% ومن المتوقع أن ترتفع نسبة السياحة البيئية إلي 70% من إجمالي السياحة العالمية خاصة السياحة الصحراوية بحلول عام 2015. ويوضح مسعود أن اختيار الشركة لإدارة أول فندق بيئي لها بمنطقة الداخلةبالوادي الجديد يرجع إلي أن هذه المنطقة تشهد خلال الفترة القادمة ازدهاراً بدليل ازدياد أعداد السائحين إليها، مشيرا إلي أن هذه المنطقة تحتاج إلي المزيد من الانفتاح والترويج عالمياً خاصة وأن مصر لديها مميزات بيئية لم تستغل بالكامل. أول شركة ويقول نويل مسعود إن فكرة إنشاء أول شركة عربية لإدارة الفنادق البيئية بالمنطقة وفقا للمعايير الدولية جاءت نظرا لأن هذا القطاع يحتاج للتطوير والدعم خلال السنوات القادمة، مؤكدا أن الشركة ستوسع نشاطها في مصر خلال الفترة القادمة خاصة وأنها بدأت تطبيق التوسع الإقليمي حيث لدي الشركة مشروع بالأردن وسيصل عدد الفنادق التي تديرها الشركة بالمنطقة "وفقا للنظام البيئي" حوالي 15 فندقا خلال 5 سنوات. ويضيف مسعود أن السوق المصري من أهم الأسواق العالمية لأنه يمتلك مقومات بيئية لم يتم استغلالها بالكامل، مؤكدا أن الشركة ستحرص علي النجاح في مصر التي تعد الأكثر جاذبا للسياح بين المناطق العربية. منتج جديد أما وليد عزت رئيس مجلس إدارة شركة منيرفا للسياحة المالكة لفندق شاندا لوج فيوضح أن الاتفاقية تهدف لتقديم منتج جديد للسياح خلال فصل الصيف والذي يعتبر الموسم "الميت" في السياحة المصرية، مؤكدا أن إجمالي عدد السائحين الذين حضروا لمصر خلال 2009 للسياحة البيئية يصل عددهم إلي 14 مليون سائح وإن هذا الرقم هو الأقرب للصواب خاصة أن رحلات الشركة لا يتم إدراجها في الإحصاءات الرسمية للسياحة البيئية. ويؤكد وليد عزت أن المشروع لم يتم تأجيله لأن السياحة البيئية في مصر عليها طلب متزايد والمشروع يسهم في أن تبلغ استثماراته 20 مليون جنيه ويتم الانتهاء منه خلال الربع الأول من 2010 ويضم مركزا علاجيا متخصصا للعلاج بالمنتجات الطبيعية لمنطقة الوادي. 7 فنادق ويضيف رئيس شركة منيرفا أن الوادي الجديد يضم 7 فنادق بيئية منها 5 في منطقة الداخلة فقط رغم أن الوادي الجديد يمثل 41% من مساحة مصر ولكنها غير مستغلة سياحيا وهو ما يعني ضرورة التركيز عليها خلال الفترة القادمة لتنشيط السياحة البيئية والصحراوية والعلاجية بتلك المحافظة خاصة إنها تضم 70% من المحميات الحالية بمصر وتعتبر أغلبها مناطق صحراوية ومقاصد متميزة للسياحة الصحراوية. اهتمام عالمي أما سعيد بن بطي رئيس مجلس إدارة شركة "الضيافة" القابضة فيوضح أن مؤتمر كوبنهاجن الأخير أكد علي ضرورة الاهتمام بالبيئة ولذلك فالتوجه العالمي الجديد هو إنشاء الفنادق البيئية، مشيرا إلي أن المنطقة العربية لديها مبادرات بيئية كثيرة منها الإمارات التي تمتلك مدينة مصدر وهي المدينة العربية الخالية من الكربون. ويضيف بن بطي أن الأزمة العالمية لم تؤثر علي السياحة البيئية لأنها تمتلك طبيعة خاصة بها وأعداد السائحين البيئيين تزايدت خلال العام الماضي رغم انخفاض الأسعار، موضحا أن مصر لديها المقومات السياحية التي تجعلها تحتل مكانة متقدمة في السياحة البيئية عالميا ولكنها لم تستغل حتي الآن وهو ما دفع الشركة للاستثمار في السوق المصري وتحديدا في إدارة وتطوير الفنادق البيئية التي تعمل بالسوق المصري. ويؤكد رئيس شركة الضيافة أن هذا النوع من الشركات لا يزيد علي 3 شركات علي مستوي العالم وشركة جنان هي الأولي عربيا وفي منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن السوق المصري ستكون نقطة الانطلاق للسوق العالمي خاصة أنه من أكثر الأسواق جذبا للشركات العالمية العاملة في مجال السياحة البيئية حيث تتميز مصر بامتلاكها للتراث الطبيعي والحضاري والثقافي والمناخ المعتدل طوال العام.