توقعت وكالة "فيتش" في تقرير حديث لها ان ينخفض انفاق الشركات الرأسمالي في منطقة اوروبا والشرق الاوسط بنسبة 8% بنهاية العام الجاري 2009 وان يستمر مكبوتا للعامين المقبلين 2010 و2011 وقد رأت "فيتش" ان انفاق الشركات الرأسمالي كان اداة رئيسية في الجهود التي اتخذت لحفظ السيولة من قبل شركات منطقة اوروبا والشرق الاوسط خلال العام الذي شكل تحديا كبيرا بالنسبة للعديد من القطاعات.. كما ان قدر الليونة، الذي علي الشركات ان تقلص انفاقها الرأسمالي خلاله، يعد كبيرا ويمكن تنفيذه بسرعة نسبية. وتوقعت "فيتش" استنادا الي توقعاتها الداخلية لعينة من 230 شركة شرق اوسطية واوروبية ان ينخفض انفاق الشركات الاوروبية والشرق اوسطية الرأسمالي بنسبة 8% في ،2009 مع تخفيضات حادة في القطاع الصناعي "انخفاض 17%" والتجزئة الرفاهية والمنتجات الاستهلاكية "انخفاض بنحو 15%" يعوضها جزئيا استمرار الاستثمار من قبل شركات الكهرباء "ارتفاعا بنسبة 9%" ومن المتوقع ان يستمر انفاق الشركات الرأسمالي مكبوتا في العامين 2010 و2011 واعتبرت الوكالة ان هذه التطلعات هي نظرة تحسينية للتوقعات التي صدرت في فبراير ،2009 وتعكس تزايد توافق الاراء بان "الانتعاش المريض" قد بدأ في حين انه من المرجح ان تبقي شروط الطلب ضعيفة لبعض الوقت وتبدي الشركات اليوم تفاؤلا اكبر حول التوقعات المستقبلية لاسعار السلع والطلب العام اكثر مما كانت عليه في بداية عام ،2009 بالرغم من ان القطاعات الدورية مستمرة باتخاذ اجراءات احترازية في حين ان المحفزات المالية الضخمة التي ضخت عبر العالم هي العنصر الاساسي الذي يقود هذا التطور الايجابي وهو عكس دورة جرد المخزون وتحسن الشروط المالية، واضاف تقرير "فيتش" ان التدفق النقدي الحر انكمش بشكل كبير بمقدار 123 مليار دولار في 2008 ليبلغ "28" مليار دولار الا ان "فيتش" تتوقع تحسنا كبيرا في 2009 مع دخول التدابير التحفظية النقدية التي اتخذت في 2008 كما أن المزيد من التحسينات متوقعة في 2010 ومن بين الانخفاض البالغ 123 مليار دولار من التدفقات النقدية الحرة، كانت حصة القطاعات الصناعية التدويرية تبلغ 73 مليار دولار "59%" في حين استأثر الاستثمار الضخم في قطاع الطاقة بنحو 32 مليار دولار "26%" ورأي التقرير انه من المتوقع ان تبقي قطاعات الطاقة والمرافق العامة والتنظيم في وضعية التدفق النقدي الحر السلبي علي اساس المجموع الكلي من 2007 لغاية ،2011 عاكسة الاستثمارات الضخمة في الدورة.. ويري التقرير ان استمرار الاستثمارات، الذي دعم بالطفرة التي حصلت في 2009 في اصدار السندات العائدة للشركات الاوروبية والشرق اوسطية، قاد جزئيا قطاعات منطقة اوروبا والشرق الاوسط، التي شكلت نسبة 36% من الاصدارات العامة التي بلغت 7.404 مليار يورو في نهاية سبتمبر ،2009 مرتفعة بنسبة 15 إلي 30% في السنوات الاخيرة. إنفاق الشركات الرأسمالي اضاف التقرير انه وبالاجمال ان مدي التخفيضات في الانفاق الرأسمالي المتوقعة للعام 2009 هي اكثر تواضعا من تلك المتوقعة في بداية ال2009 الا ان المراجعة الاولية ل"فيتش" عن كيفية تفاعل خطط انفاق الشركات الرأسمالي مع الركود الحالي تقترح بانه، واستجابة لخط الضغوط الاعلي ولنقص التمويل، فمن الممكن خفض انفاق الشركات الرأسمالي عبر فضاء الشركات باكثر من 30% لشركات القطاع الصناعي، وبنسبة تتراوح بين 10 و30% في القطاعات الاخري، هذه التوقعات صدرت في فبراير 2009 عندما كانت اقتصادات منطقة اوروبا والشرق الاوسط في مرحلة متسارعة من الانكماش كما ان السمة الاساسية من سمات هذه الفترة كانت الشكوك شبه الكاملة حول الشكل المستقبلي للركود.. وقد اغلقت اسواق رأس المال بوجه الجميع، كما ان الشركات والمصارف العالية التصنيف كانت تكبح جماح الاقراض حماية لميزانياتها العمومية.. وفي الوقت الذي كان الهبوط في الانتاجية حادا نوعا ما، فإن اقتصادات منطقة اوروبا والشرق الاوسط تدخل في مرحلة استقرار ومن المرجح ان تخفض مسار نموها ولو ببطء. مجتمعة مع انتعاش في الطلب للمستثمرين في سندات الشركات، فان ذلك يمثل تسهيلا كبيرا في الضغوطات لخفض انفاق الشركات الرأسمالي.. وتظهر توقعات "فيتش" التي تستند الي تطلعات مفصلة لنحو 230 كيانا مصنفا عبر قطاع الشركات 8% هبوطا في انفاق الشركات الرأسمالي العام في 2009 في حين ان الشركات الصناعية هي التي تقود هذا الاتجاه النزولي، مع نسبة 17% خفضا في الانفاقات علي مدي هذه المدة.. كما ان نتائج قطاعات الطاقة والمرافق العامة والتنظيم هبطت بنسبة 4% عموما، بما فيها هبوط بنسبة 7% في قطاعي النفط والغاز في نهاية واحدة من الطيف وارتفاعا بنسبة 9% في قطاع المرافق العامة وغيرها.. وقد كان انفاق الشركات الرأ سمالي في قطاع النفط والغاز وفي قطاع استخراج المعادن اكثر نشاطا مما كان متوقعا في بداية 2009 وهذا يعكس تطلعات اكثر ثقة مع استقرار اسعار السلع، ويزيد من الايمان في ديناميكية الطلب للمدي الطويل.. الا ان كيانات الاسواق الناشئة قلصت انفاق الشركات الرأسمالي اكثر من اقرانها في الدول المتقدمة، مع معدل خفض بنسبة 17% بمقابل 5% للاخيرة، وهذا يعكس الصعوبة المستمرة في وضعية السيولة للعديد من مصدري الاسواق الناشئة. قطاع الغاز والنفط وتري "فيتش" ان انفاق شركات النفط والغاز الرأسمالي بلغ ذروته في 2008 وسيهبط بنسبة 7% في ،2009 ليليه فيما بعد ارتفاعات متواضعة في ،2010 2011 الا ان انفاق شركات النفط والغاز الرأسمالي الذي هبط بقيمة 13 مليار دولار في 2009 ليس كافيا لتعويض اثر انخفاض اسعار النفط علي الربحية "50% زيادة عن الحد في العديد من الكيانات" كما ان التدفق النقدي الحر متوقع ان يتأرجح من 12 مليار دولار ربحية لعينة من المجموعة في ،2008 الي خسارة 20 مليار دولار في 2009.