الجوع هو الاحساس بالحاجة إلي الطعام، يبدأ احساس الجوع بعد آخر وجبة يأكلها الفرد بساعتين، وهو شعور غير مريح وينتهي عادة بتناول الطعام. عندما يأكل الكائن الحي فإن الخلايا الدهنية تزيد إنتاج هرمون الشبع "اللبيتين" مما يؤدي إلي ارتفاع مستواه في الدم فيقل احساس الكائن الحي بالاحتياج للطعام، بعد ساعات من التوقف عن الطعام فإن نسبة الهرمون تقل بطريقة كبيرة مما يؤدي إلي ارتفاع نسبة هرمون الجوع "الجيرلين" الذي يعيد الاحساس بالحاجة إلي الطعام، كما يزداد الاحساس بالجوع كلما نقصت نسبة السكر في الدم. في نهاية الربع الأخير من القرن العشرين كانت الإنسانية علي وشك الانتصار في حربها علي عدوها الأزلي وهو الجوع، ففي الفترة من 1970 إلي ،1997 تراجع عدد الجوعي من 959 مليونا إلي 791 مليون شخص - نتيجة للتقدم الكبير في خفض عدد الأفراد الذين يعانون من سوء التغذية في الصين والهند. بيد أنه في النصف الثاني من عقد التسعينيات، ارتفع عدد الجوعي في البلدان النامية بمعدل أربعة ملايين شخص سنويا، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في العالم في الفترة من عام 2000 إلي عام 2002 إلي 852 مليونا منهم 815 مليون شخص في البلدان النامية و28 مليون شخص في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية وأخيرا تسعة ملايين شخص في البلدان الصناعية. أما الآن، فواحد من بين كل سبعة أشخاص عاجز عن تلبية احتياجاته الغذائية الأساسية ليعيش حياة صحية ونشيطة، مما يجعل الجوع وسوء التغذية الخطر الأول الذي يهدد الصحة العالمية - أكثر من مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز والالتهاب الرئوي. منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الفاو أصدرت تحذيرا من تعرض العالم إلي أزمة في الطعام بسبب نقص امدادات الغذاء الكافي خلال العقود القليلة المقبلة، وطالبت الدول النامية بزيادة معدل الاستثمار في الزراعة، بما يزيد علي خمسة أضعاف الاستثمارات الحالية لضمان توافر امدادات الغذاء الكافية للعالم بحلول عام ،2050 وأكد منتدي المنظمة الدولية أن الدول الفقيرة ستكون بحاجة إلي مساعدات تنموية في الزراعة بقيمة 44 مليار دولار سنويا، مقارنة ب 7،9 مليار دولار حاليا. بسبب الجوع في العالم يموت فرد كل ثانية - 4000 كل ساعة - 100 ألف كل يوم - 36 مليون كل عام، جاء ذلك في احصاء "2001 - 2004" والمؤكد أن العدد يتزايد بشكل مطرد. إن وضع نهاية للجوع يجب أن يكون أولوية للجميع قبل أن ينتصر الجوع في المعركة الأخيرة.