تحركت أسعار كتل الصلب والخردة في الأسواق العالمية خلال الأيام القليلة الماضية حيث سجلت زيادة بمقدار 20 دولارا للطن الواحد ليصل سعر الأول إلي 470 دولارا مقابل 450 دولارا للطن فيما وصل سعر الخردة إلي 260 دولارا مقابل 240 دولارا. هذا الارتفاع انعكس بصورة سريعة علي السوق المحلي حيث اعلنت احدي الشركات الكبري العاملة بالسوق وهي مجموعة "بشاي" للصلب ثاني كبري الشركات المصرية لانتاج حديد التسليح عن رفع اسعارها 225 جنيها للطن، الأمر الذي أثار تخوف المستهلكين من أن يكون هذا الارتفاع بداية لحدوث ارتفاعات متتالية خلال الفترة القادمة خاصة انه كسر كل التوقعات السابقة والتي كانت تشير إلي استمرار حالة الهدوء النسبي في سوق الحديد واستقرار الأسعار خلال شهر رمضان المبارك وفترة الاعياد. أصحاب المصانع والتجار أكدوا ان مستقبل الأسعار مرهون بمدي زيادة أسعار المواد الخام عالميا فإذا سجلت زيادة كبيرة فإن المصانع سوف تضطر لاعادة تقييم الأسعار بما يتناسب مع الزيادة في أسعار المواد الخام خاصة ان مصانع الحديد تمتلك مخزونا كبيرا غير قادرة علي تصريفه الأمر الذي اضطرها إلي البيع بأقل هامش ربح والبعض الآخر يعمل بخسارة خاصة بعد فتح باب الاستيراد والذي جعل المصانع ملتزمة بالأسعار العالمية خصوصا ان الحديد من السلع العالمية حيث ادي الانخفاض الكبير في أسعار حديد التسليح في العالم إلي خفضه في الأسواق المحلية. بداية يوضح جميل صابر بشاي رئيس مجلس ادارة الشركة الدولية لدرفلة الصلب ورئيس مجموعة بشاي للحديد والصلب انه لم يقم برفع سعر طن الحديد 225 جنيها ليصبح الثمن 2925 جنيها للطن بدلا من 2700 جنيه بدون سبب منطقي مضيفا ان اسعار الخامات زادت عالميا ومحليا حيث قامت شركة السويس للصلب والتي نعتمد عليها في الحصول علي الحديد الخام برفع سعر الطن الي 2900 جنيه حيث نقوم بالحصول علي الخامة وتحميلها فوق ظهر السيارات حيث تتكلف 40 جنيها مصاريف "مشال" هذا بخلاف مصاريف التقطيع والدرفلة والضرائب والعمالة وهذا بخلاف الهالك وبحساب بسيط لكل هذه التكلفة يتضح امام الجميع أننا نبيع بأقل من سعر التكلفة حيث نتعرض يوميا لخسائر كبيرة مشيرا إلي ان الخسائر هذه والتي تتعرض لها الشركة منذ فترة أدت إلي قلق البنوك التي نتعامل معها مضيفا ان هناك مخزوناً كبيرا لدي الشركات غير قادرة علي تصريفه فلدينا أكثر من 100 جرار متوقف بلا عمل منذ فترة إلي جانب مصنع جديد ينتج مليوني طن وهو الأمر الذي يتطلب ضرورة سرعة تدخل الحكومة فنحن نحتاج لمساعدة ولا أقصد المساعدة المادية وانما نحتاج إلي مسئولين يشعرون بمدي الأزمة التي نمر بها وبناء عليه يتم اتخاذ قرارات تساعد في الحفاظ علي هذه المنظومة. توقف مؤقت فيما يشير ونيس عياد العضو المنتدب بشركة ميتاد حلوان إلي ان الارتفاع الذي شهده طن الحديد مؤخرا من جانب إحدي الشركات طفيف جدا وهو انعكاس طبيعي وواقعي لارتفاع اسعار الخامات عالميا مضيفا أن الزيادة الحقيقة لم تتجاوز 25 جنيها في الطن إذا تم مقارنتها بسعر الشهر الماضي حيث اضطرت الشركات إلي تخفيض السعر 200 جنيه مع بداية الشهر الحالي لمواجهة المستورد. ويوضح عياد أن الأزمة أثرت عليه شخصيا بشكل كبير حيث اضطر إلي وقف التعامل في الحديد المسلح بسبب الانخفاض الكبير في الأسعار حيث اتجه إلي العمل في قطاع الزوايا لكونها سلعة هندسية تتمتع بالاستقرار بعكس الحديد المسلح والذي شهد حالة من التخبط خلال الفترة الماضية. فيما يري أحمد الزيني رئيس شعبة مواد البناء بغرفة تجارة القاهرة أن سوق الحديد سوف يشهد زيادة طفيفة خلال الأيام القليلة القادمة ومع هذا لازال هناك استقرار نسبي في الأسعار مضيفا انه غير متخوف من الخطوة التي قامت بها إحدي الشركات برفع السعر لأن الانخفاض والارتفاع يتراوح ما بين 5 إلي 10% فقط ولن يتعدي هذه الحدود والدليل أن السعر تجاوز ال 3000 جنيه في يونية الماضي وانخفض إلي 2800 مع بداية شهر أغسطس الحالي ثم ارتفع مؤخرا إلي 2925 جنيها وهذه الأرقام لا تدعوا للقلق.