من مخبئة السري أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أن الحزب سيضرب تل أبيب إذا قصفت اسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت وان قواته قادرة الآن علي ضرب أي مدينة إسرائيلية. جاء ذلك في كلمته امام حشد كبير من انصاره بمناسبة الذكري السنوية الثالثة لانتهاء الحرب الإسرائيلية علي لبنان عام 2006. أضاف انه لا يعتقد ان التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن لبنان تستهدف التحضير لشن هجوم علي لبنان معتبرا أياها جزءا من حرب نفسية من بين أهدافها عرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة والضغط علي حزب الله لئلا يشارك في هذه الحكومة. كان نتنياهو قد حذر لبنان من السماح لحزب الله بالاشتراك في الحكومة التي يجري تشكيلها وفي تصريح اكثر حدة قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الأسبوع الماضي: إنه في حال وقوع اعمال عدائية جديدة، فإن إسرائيل "لن تلاحق حزب الله فحسب، ولكن كل الدولة اللبنانية". يذكر ان حزب الله قصف ميناء حيفا واجزاء اخري من شمال اسرائيل خلال حربه ضد اسرائيل في صيف عام 2006 والتي اندلعت بعد ان أسر مقاتلوه جنديين اسرائيليين في غارة شنوها عبر الحدود وشنت اسرائيل علي إثر ذلك حربا علي لبنان، كما قصفت اسرائيل خلال تلك الحرب الضاحية الجنوبية لبيروت بما في ذلك مكتب نصر الله ومبني رئاسة حزب الله، كما قتل نتيجة تلك الحرب 1200 لبناني معظمهم من المدنيين، ودمرت الجسور الطرق وكثيرا من المرافق الأخري نتيجة الغارات الإسرائيلية، في حين أصابت صواريخ حزب الله عددا من المدن إلا أن الصواريخ لم تستهدف تل أبيب. رغم التهديدات المتبادلة فإن المحللين من كلا الطرفين يستبعدون نشوب حرب بينهما علي الأقل في الوقت الحاضر، فحزب الله يخاطر بخسارة قاعدته الشعبية ان هو أدخل لبنان في حرب جديدة أما إسرائيل فمن غير المحتمل أن تشن حربا اختيارية تدرك انها ستتعارض مع جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرامية إلي تحقيق تسوية شاملة لصراع الشرق الأوسط. إن حرب الكلمات بين الطرفين هي في الواقع تذكير لهما باستمرار خطر تورطهما في مغامرة عسكرية عبر الحدود المشتركة نتيجة عدم تحقيق أي أهداف لعمليات التوغل الإسرائيلي عبر الحدود مع لبنان لملاحقة عناصر حزب الله مما يجعل اسرائيل تتريث قبل شن أي هجوم جديد عليه، كما أن الخسائر السياسية التي أصابت حزب الله علي الساحة اللبنانية بسبب توريطه الأمة اللبناني في لحرب لا يمكن تجاهلها.