بدأت الولاياتالمتحدة مضاعفة جهودها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط فأوفدت في وقت واحد إلي المنطقة كلا من روبرت جيتس وزير الدفاع وجيمس جونز مستشار الأمن القومي ودينيس روس المستشار الخاص بقضية الشرق الأوسط. ووصل إلي دمشق جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في الشرق الأوسط الذي اجتمع بالرئيس السوري بشار الأسد لمحاولة استئناف مباحثات السلام بين إسرائيل وسوريا عن طريق تركيا. وتري أمريكا أن السلام في الشرق الأوسط يعتمد علي إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولكنها في نفس الوقت تري أن السلام أيضا يتحقق عن طريق دمشق. وقد جرت محاولات كثيرة من قبل لتمهيد الطريق نحو السلام بين سوريا وإسرائيل فقام هنري كيسينجر وزير الخارجية الأمريكي السابق بجولات مكوكية بين دمشق وتل أبيب بعد حرب أكتوبر 73. وفي التسعينيات من القرن الماضي قام الوزير الأمريكي وارين كريستوفر بجولات بين العاصمتين واستأنفتها في إدارة جورج بوش الثانية الوزيرة كونداليزا رايس ولكن هذه المحاولات فشلت. ورغب توني بلير رئيس وزراء بريطانيا أن يكون له دور ولكنه لم ينجح وحاول مع الرئيس السوري بشار الأسد أن يغلق فروع حماس وحزب الله من دمشق ولكنه فشل. وانتهت هذه المساعي كلها بفوز اليمين الإسرائيلي المتطرف بالحكم برئاسة بنيامين نتنياهو. وتتركز المحاولات الأمريكية في الوقت الحاضر علي وقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وبالذات وقف هدم مباني الفلسطينيين في القدسالشرقية حتي يمكن أن تكون القدس عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية وهو ما يرفضه نتنياهو. من هنا رغب أوباما في أن يقوم العرب بجهد نحو التطبيع الحقيقي بين العرب وإسرائيل وبعث برسائل إلي الزعماء العرب وذلك حتي تجد إسرائيل انها تحقق مصلحة سياسية لها من وقف الاستيطان. ولكن هذا كله يعني أن الطريق للسلام ليس سهلاً كما يظن أو كما يحاول أوباما!