الملابس الجاهزة.. اكثر القطاعات التي تتعرض لغزو المنتج الاجنبي سواء من خلال ما يتم تهريبه عن طريق المنافذ غير الشرعية أو تلك التي تدخل البلاد بالطرق الرسمية وتقوم بتهديد تلك الصناعة في عقر دارها مع توجه المستهلك لشراء المستورد علي حساب المنتج المحلي. فالمستورد دائما له بريق خاص بالنسبة للمستهلكين لا سيما بالنسبة للملابس الجاهزة مما يؤثر علي هذا القطاع ويهدد بتوقف أي استثمارات جادة به، ولهذا فقد كان من الطبيعي ان نتوجه للعاملين في تلك الصناعة المهمة لتعرف علي رؤيتهم في مدي اهمية اطلاق حملة "اشتري المصري" باعتبارها خطوة يمكن ان تشجع المستهلك علي التوجه لشراء المنتج المحلي بدلا من المستورد "هذا وتجدر الاشارة إلي أن حجم الاستثمارات في قطاع المنسوجات والملابس الجاهزة يبلغ حوالي 3 مليارات دولار ويتواجد بها الآلاف من العمالة. يحيي زنانيري رئيس جمعية منتجي الملابس والمنسوجات "ايتاج" وعضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة بالاتحاد العام للغرف التجارية يؤكد أن قطاع الملابس الجاهزة يعد من اكثر القطاعات التي تحتاج لإطلاق حملة شبيهة لما اطلقه مصنعوا الأثاث خاصة ان الملابس تتعرض لغزو اجنبي اكثر من أي سلعة اخري.. هناك دول كثيرة قامت بتنظيم هذه الدعوة بهدف حماية صناعتها مثل المانيا التي قامت في إحدي الفترات بتنظيم حملة شبيهة ل "اشتري المصري" بهدف الحفاظ علي مبيعات احد انواع السيارات التي تنتجها. ويضيف زنانيري أنه يجب ان ترتكز تلك الحملة علي جزأين مهمين: الاول هو توعية المستهلك بمخاطر ومضار المنتجات الاجنبية المغشوشة خاصة بالنسبة للسلع المهربة التي يتم دخولها عبر المنافذ غير الشرعية مما يعني عدم خضوعها لأي فحوصات.. أم الجزء الثاني من الحملة فلابد أن يرتكز علي توضيح الآثار الاقتصادية الايجابية التي ستنعكس علي المجتمع مع توجه المستهلك لشراء المنتج المحلي من حيث ما ستسهم به تلك الخطوة من تشغيل ودفع حركة الصناعة والتجارة ومساندة المنشآت الصغيرة وإيجاد فرص عمل جديدة والحفاظ علي العمالة القائمة. ويؤكد أن اطلاق تلك الحملة كإحدي الوسائل التي يمكن ان تسهم في تنشيط حركة المبيعات بالاسواق لن يؤتي النتائج المرجوة بنسبة 100% وحدها وانما لابد أن يواكبها مجموعة من الخطوات الاخري لحماية الصناعة الوطنية، فهناك دور علي الدولة يجب ان تقوم به في هذا الشأن ودور كذلك علي الصناع. فبالنسبة لدور الدولة يجب عليها أن تتعاون لتشجيع الصناعة والتجارة علي العمل ومساندة المنشآت الصغيرة والتخفيف من الاعباء والقيود المفروضة عليها. أما الصناع فعليهم أن يقوموا بالعمل المستمر لرفع جودة انتاجهم وتخفيض تكلفته. ويؤكد زنانيري أنه يجب أن تتم كل هذه الجهود في إطار هدف قومي تتضافر من خلاله جميع العناصر المعنية والمهتمة بالصناعة إلي جانب الحملة التي سيتم اطلاقها للمستهلك لإيجاد رأي عام حول اهمية التوجه لشراء المنتجات المحلية. وكذلك فإن محمود الداعور رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية يؤكد ان قطاع الملابس الجاهزة بالفعل في حاجة ماسة اليوم لاطلاق حملة لتوعية جمهور المستهلكين بمضار البضائع المستوردة وحثهم علي ضرورة التوجه لشراء المنتجات المحلية. مشيرا في ذلك إلي أن المنتجات القطنية المصرية يتهافت عليها العالم حتي ان القميص المصري يباع في باريس ب 150 يورو ونحن نضيعه بأيدينا في بلادنا بالتوجه نحو شراء المستورد. ولهذا فقد أن الآوان لتصحيح تلك المفاهيم لدي المستهلك وتعريفه بالآثار الاقتصادية الايجابية التي ستتحقق للصناعة والاقتصاد القومي ككل مع توجهم لشراء المنتجات المحلية. فلابد من تعريف المستهلك بأن شراءه للمنتجات المحلية يعني تنشيط الاسواق ودعم الصناعات القائمة ومساعدتها علي التطور ومن ثم إيجاد فرص عمل جديدة كما يجب أن يعلم المستهلك جيدا أن توجهه لشراء المنتج المستورد علي حساب المحلي يعني اسهامه في تنشيط الصناعات الاجنبية مقابل غلق مصانع بلده.