كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي عن تحركات ومشاورات من العيار الثقيل علي حدوصفه لعقد جلسة لوزراء الخارجية العرب في أقرب وقت لتحديد رد الفعل العربي لخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما للعالم الإسلامي الذي وجهه من جامعة القاهرة الخميس الماضي، وذلك للاتفاق علي دبلوماسية عربية جديدة تتناسب مع التوجه الأمريكي الجديد. وأضاف في أول حوار تليفزيوني مع الاعلامي جمال عنايت أذيع مساء أمس في برنامج علي الهواء بقناة أوربت أنه لا تعديل في المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل ولن تتغير صيغتها أبدا مشيرا إلي أن العرب لم يقدموا أي عروض جديدة ما لم توضح إسرائيل استعدادها للوصول إلي تسوية من خلال خطوات ايجابية فعلية وعلي رأسها وقف الاستيطان الذي يعد الملف الأخطر في القضية خاصة أن إسرائيل تعيد تقسيم الأرض بشكل قد يؤدي إلي استحالة قيام دولة فلسطينية. وأكد موسي أن خطاب أوباما يمثل استعادة التوازن في السياسة الأمريكية وعودة إلي دور الوسيط النزيه الذي اختفي تماما بسبب انحياز الإدارة السابقة التام لإسرائيل، مما أدي إلي هذا التوتر في المنطقة، وهو ما يعني أن الضمان الاوتوماتيكي لإسرائيل في المنظمات الدولية سينتهي. وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلي أن أوباما وضع الأمور في نصابها حيث أصر علي تسوية وعلي حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم كما أنهي الخلط بين السياسة والفكر الذي بدأ في 11 سبتمبر 2001 وبالتالي يمثل التاريخ 4 يونيو نهاية لهذا الخلط وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين أمريكا والمسلمين. وقال موسي إن الجامعة العربية عندما ترد علي خطاب أوباما لن تطالبه بأكثر مما تحدث عنه في خطابه بالنسبة لوقف الاستيطان وحل الدولتين مؤكدا أن العرب ليس لهم أي مطالب اضافية في الوقت الحالي حيث إن اتصالات الجامعة العربية تتركز حاليا في موضوع الاستيطان مشيرا إلي أن الجامعة تعد حاليا لجو جديد من الخطاب وتتحسب لما هو قادم. وأضاف عن طبيعة المشاورات التي تجريها الجامعة حاليا أن الهدف منها إنهاء الصراع الفلسطيني الداخلي في أقرب وقت وتوفيق وجهات النظر العربية مؤكدا أن المرحلة الحالية لا تتطلب أي صراع عربي عربي. واعترف موسي بوجود خلافات بين العرب في أمور متعددة مشيرا إلي أن هناك توافقا عربيا تاما علي إقامة الدولة الفلسطينية. وأشار إلي أن الجامعة العربية خلال المرحلة المقبلة لن تعتمد علي الوفود الرسمية فقط، ولكنها ستخاطب الرأي العام مباشرة مثلما فعل أوباما، بهدف كشف التزوير الاعلامي الذي تروجه إسرائيل في أمريكا وأوروبا. ولم يستبعد موسي أن يسافر هو شخصيا إلي أمريكا وأوروبا لمخاطبة المنظمات ومؤسسات الرأي العام في هذه البلدان. وأكد عمرو موسي انه قد آن الأوان لان تخرج الدبلوماسية العربية من النطاق الذي تتعامل فيه وتغير من أسلوبها وطريقتها بما يتناسب مع التوجه الجديد في السياسة الامريكية التي فتحت الباب للخروج من الصندوق، موضحا ان ذلك سيتطلب وحدة عربية وجدية. وعن الخلافات الفلسطينية الداخلية قال موسي ان الادارة الامريكية السابقة واسرائيل لهما دور كبير في هذه الخلافات لأنهما لم يساعدا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن علي تحقيق أي تقدم وبالتالي اضعفته امام حركات المقاومة في الداخل، حتي بات الوضع مؤسفاً بهذا الشكل الذي لن ينتهي بهم إلي أي شيء. وعن العلاقات العربية الايرانية رفض موسي مساواة ايران باسرائيل، لأن ايران دولة اسلامية، ونختلف معها في بعض الأمور لكن لا نعاديها مؤكدا أن ايران من حقها تملك برنامج نووي سلمي كأي دولة في العالم، اما بالنسبة لنوايا البرنامج العسكري فلن يمكن أن نتحدث عنه مادامت اسرائيل تملكه بالفعل. وطالب موسي بفتح حوار عربي مع إيران لتقريب وجهات النظر في المسائل الخلافية وفيما يتعلق بالسودان أكد موسي ان العالم العربي يضمن حقوق المواطنة لغير العرب والأقليات ولكن ليس له قوانين خاصة تحكمه بعيدا عن العالم ككل وبالتالي لا يمكن مخالفة الشرعية الدولية اما بخصوص قرار اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير. قال ان هناك حزمة من الاجراءات التي تتخذها الجامعة لوقف القرار بالطرق الشرعية وفيما يتعلق بالديمقراطية في العالم العربي قال موسي ان هناك تطورا كبيرا في هذه المسألة خلال الفترة الماضية وباتت الانتخابات هي الطريقة الشرعية الوحيدة للحكم في البلدان العربية، مستشهداً بالانتخابات النيابية اللبنانية التي تجري اليوم وقبلها انتخابات الكويت والجزائر وايضا الانتخابات الفلسطينية التي ستجري يناير المقبل. واعترف بأن الطريق لا يزال طويلا أمام العرب في هذا الموضوع إلا أن الانظمة والحكومات تسير في هذا الطريق بجد ومتمسكة به من أجل شعوبها. واعرب موسي عن أمله في أن تسفر الانتخابات اللبنانية عن نتائج طيبة تعزز المصالحة مؤكدا ان التغيير فيها سيكون محدوداً.