كما هي العادة دائما بقي العلم المصري علي قبة جامعة القاهرة العريقة ولم نتذكره إلا في الايام الأخيرة بسبب زيارة الرئيس أوباما فتم تجديد العلم.. وقامت إدارة الجامعة بتجديد كل شيء في المبني العتيق ابتداء بالنحاس الذي يكسو القبة وانتهاء بالجدران..وانتقلت موجات الطلاء والنظافة إلي الاحياء المجاورة وشهد حي "بين السرايات" انتفاضة كاملة حيث تم اصلاح الارصفة واعادة رصفها وتغيير اعمدة الاضاءة وطلاء جدران المساكن المحيطة بالجامعة وتزيين الاشجار، وربما شهدت الشوارع انواعا مختلفة من الزهور.. والشيء الغريب أن ذلك كله لا يحدث إلا اذا كانت هناك زيارة مهمة.. في مشاتل وزارة الزراعة انواع مختلفة من الزهور لا تظهر، إلا اذا كانت هناك زيارة مهمة لمسئول كبير، والغريب في الامر أن الزهور تغطي المكان في لحظة ثم تختفي في لحظة وما يحدث في الشوارع يحدث ايضا في الخدمات في بعض الاحيان حيث يزور مسئول كبير احد المستشفيات تجد كل شيء علي ما يرام في نظافة الاسرة وانضباط الاطباء ونظافة الغرف.. واذا زرت اي مؤسسة حكومية عقب زيارة مسئول كبير لها فسوف تجد كل الوان الانضباط والجدية.. في احيان كثيرة تجد المرور منسابا متدفقا في شارع من الشوارع وتكتشف أن هناك موكبا لاحد المسئولين يخترق هذا الشارع في حين أن مريضا مسكينا يمكن أن يموت في سيارة الاسعاف قبل أن يصل إلي المستشفي بسبب الزحام في الشوارع.. هذا هو الفرق بين اجهزة قادرة علي الانجاز في أي لحظة وهي نفس الاجهزة التي تفقد القدرة علي الحركة في وقت آخر.. اذا كنا قادرين علي تنظيف الشوارع وطلاء البيوت وتوزيع الزهور والاشجار واضاءة الميادين واذا كنا قادرين علي أن نفتح الطريق للمسئول وسط عشرات ومئات السيارات ليصل إلي مكتبه مستريحا فلماذا لا يحدث ذلك الانضباط في اوقات اخري.. إن الشوارع هي نفس الشوارع وعدد السيارات هو نفس العدد في كل الاوقات فلماذا تكون الانسيابية ولماذا يكون الاختناق.. هل من الضروري أن يكون هناك مسئول كبير حتي نصلح المرور ونرصف الشوارع ونضيء الميادين.. اذا كان الانجاز ممكنا فلماذا نصر علي الفشل والاهمال؟!