كانت السفيرة الوزيرة مشيرة خطاب ضيفة البرنامج الناجح "القاهرة اليوم" في إحدي أمسياته يوم الاثنين حيث كنت أقدم مع العزيز عمرو أديب الحلقة وكنا.. عمرو وأنا.. نناقش معها منهجها في قضايا السكان والأسرة ومدي وصول "الرسالة" إلي جموع الناس وكان عمرو قد انتقد خروج الوزيرة في جولاتها الميدانية بنظارة شيك غالية الثمن وسط ناس غلابة. جاءت الوزيرة إلي الاستديو وتكلمت عن خطتها في الوزارة ثم فاجاتنا بالنظارة الشمسية معها، وحدث مزاد علي نظارة الوزيرة لهدف إنساني، واصابتني الدهشة! همست لنفسي: كنت أعتقد ان الوزيرة ستقول للعزيز عمرو، "لا تحاسبني لابسة نظارة بكام وتي شيرت بكام حاسبني علي شغلي وعرفت أوصل رسالتي ولا لأ؟". لكني فوجئ بالوزيرة تخرج نظارتها من جيرابها الأنيق "أدي النظارة عادية جدا أو ثمنها يدوبك خمسمائة جنيه وقد استغرق وقت الكلام عن نظارة الوزيرة أكثر مما توقعت. وهمست لنفسي: هل من المعقول يا معالي الوزيرة تختزلي جهدك وجهد وزارتك في نضارة غالية أو رخيصة؟! لماذا أعطيت نضارتك هذا الاهتمام؟ وهمست لنفسي: إن رشيد محمد رشيد لن يسمح للاعلام بوقت يتكلم فيه عن رابطات عنقه الأنيقة والغالية. وهمست لنفسي: إن فايزة أبو النجا ان تضيع دقيقة واحدة في الكلام عن الكوفيات الحريرية الثمينة التي تسدلها فوق التاييرات المنتقاة، لو سألتها عن هذه الأناقة اللافتة للنظر، لقالت بابتسامة "لزوم الشغل" وصمتت. هنا، اعترض علي المساحة التي سمحت الوزيرة للكلام عن نضارتها خصوصا انها قادمة للكلام عن هدف نبيل وهو كيف نقلص الكثافة السكانية فلا نعوق الخطط المستقبلية. انه هدف قومي مهم ولذلك أعاتبها باحترام، فقد أعددت لها أسئلة عن خططها ليس من بينها سؤال واحد عن نضارة معاليها! لكن الوزيرة مشيرة قامت بتصويب الأمر بالنسبة لي في موضوعين مهمين. الأول: انها انشأت داخل الوزارة وحده خاصة بالقيم والسلوك، لتكون بحوثها المعملية علي أساس علمي. الثاني: ذهابها إلي شباب وبنات الجامعة للتعرف علي أرض الواقع عن رؤية شباب 2009 لقضايا مجتمعية.