في الوقت الذي انهار فيه العراق علي يد القوات الامريكية كانت ايران تبني قوتها العسكرية علي أحدث ما تكون تكنولوجيا الانتاج الحربي.. وفي سنوات قليلة كانت ايران قد أنشأت ترسانة عسكرية متقدمة في انتاج الصواريخ والسفن والمعدات العسكرية المتطورة وقبل هذا كله كانت قد شيدت برنامجها النووي.. وقد ساعد علي نجاح هذا البرنامج ارتفاع أسعار البترول وحالة المقاطعة التي فرضها الغرب علي ايران وقبل هذا كله ما حدث للعراق.. أفاقت امريكا لتجد قوة جديدة قد ظهرت في المنطقة خاصة ان للجيش الايراني تاريخ مجيد أيام الشاه فقد كان واحدا من أقوي الجيوش في العام اعدادا وتسليحا.. ولم يحاول الامام الخميني تدمير هذا الجيش بعد قيام الثورة.. ولهذا بقيت القاعدة العسكرية الايرانية بحالتها وسلامتها.. كانت اسرائيل هي اكثر الدول انزعاجا بسبب القوة الايرانية الصاعدة رغم ان هناك تاريخا طويلا من العلاقات بين تل أبيب وطهران في عهد الشاه إلا ان الثورة الايرانية أطاحت بهذا التاريخ حينما أعلنت تأييدها الواضح للقضية الفلسطينية علي كل المستويات وفي كل المجالات هنا بدأت اسرائيل تعيد حساباتها مع طهران.. وهنا ايضا بدأت أمريكا في عهد الرئيس بوش تزرع الالغام بين العرب وايران وقد شجع علي نجاح هذه الخطة بعض الخلافات حول مجموعة من الجزر بين دول الخليج العربي وايران وخلط الاوراق في قضايا كثيرة، خاصة ما يتعلق بالمد الشيعي الايراني وبجانب هذا كان تمثال الاسلامبولي قاتل الرئيس السادات صخرة تحطمت عليها أحلام كثيرة للتقارب بين القاهرةوطهران في فترة قصيرة كانت المواجهة بين اسرائيل وايران تتسع وتزداد حدتها، خاصة في ظل علاقات مميزة بين ايران وحزب الله من جانب وسوريا وطهران من جانب آخر.. في الحرب التي دارت بين حزب الله واسرائيل في جنوب لبنان كسبت ايران انباطا كثيرة.. وفي تطور العلاقات بين سوريا وطهران اقتربت ايران كثيرا من مناطق الصراع العربي الاسرائيلي رغم انها لم تكن طرفا فيه ولكن بعد سقوط بغداد اصبحت هناك حدود مشتركة بين ايران وعواصم عربية أخري، بل انها اصبحت تقف علي بعد أمتار من اسرائيل نفسها من خلال حزب الله وسوريا.. كان اعلان استقلال غزة تحت راية حماس اكبر انتصارات ايران بعد سقوط بغداد وهنا بدأت اسرائيل تشعر بخطر حقيقي وكان من الضروري اشعال المواجهة بين ايران والدول العربية، خاصة مصر والسعودية علي اساس ان التهديد الايراني اكثر خطرا من الكيان الصهيوني وللأسف ان البعض صدق هذه الاكاذيب المضللة.