حملت المناورات العسكرية التي قامت بها ايران في مياه الخليج رسائل كثيرة الي العالم كله.. وربما كانت الرسالة الاهم والاخطر ان ايران بعد ربع قرن من الزمان علي قيام ثورة الامام الخوميني اصبحت ايران اخري بعيدا عن مساعدات الغرب والتحالفات وصراع القوي وانها استطاعت ان تقدم تجربة فريدة في الاعتماد علي الذات.. ان ايران التي خرجت من حكم الشاه امام ثورة شعبية شارك فيها الملايين وأمام حرب فرضتها عليها الظروف دامت 8 سنوات مع جيرانها في العراق وامام مقاطعة دولية وحصار اقتصادي مدمر اغلقت الابواب علي نفسها واعات بناء قدراتها واستطاعت ان تقيم دولة حديثة بكل المقاييس.. في المناورات العسكرية كانت الصواريخ هي اكبر المفاجآت ولا احد يعرف كيف وصلت ايران الي هذا المستوي في الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.. لقد انزعج الغرب من الصواريخ الايرانية سواء الجوية اوالمائية وربما كانت لدي ايران اشياء اخري لم تكشف عنها.. حدث هذا في الوقت الذي قطع فيه الغرب كل علاقاته مع ايران خاصة الادارة الامريكية.. وفي الوفت الذي القت فيه الحكومات والانظمة العربية كل مالديها تحت اقدام امريكا بقيت ايران تبني قوتها وامكانياتها وتحاول الاستغناء عن مساعدات الطاغوت.. اكتفي العرب بشراء السلع الامريكية وشراء الهامبورجر والبيبسي كولا وافلام الدعارة والفيديو كليب بينما كانت ايران تبني منصات الصواريخ وتقيم دولة عصرية حديثة والغريب ان ايران اعتمدت علي قدرات ابنائها في ذلك كله.. لقد دفع العرب الاف الملايين لشراء خردة السلاح الامريكي من دبابات وطائرات بينما كانت ايران تحصل علي ادق ما وصلت اليه تكنولوجيا العصر انتاجا وصناعة وتطويرا.. اكتفي العرب بمؤتمرات القمة والخطب والمنبريات والعنتريات بينما كانت ايران تبني المصانع.. والشئ المؤكد ان الغرب وعلي رأسه امريكا يقف الآن مذهولا امام ايران لان العالم يحترم القوة في كل زمان ومكان والشعوب القادرة علي حماية ترابها هي الاحق والاجدر بالحياة اما هؤلاء الذي قنعوا بان يعيشوا علي هامش الزمن والتاريخ فسوف يحصلون علي ما يستحقون.. ان ايران الآن تلعب لعبة سياسية كبيرة ولا شك انها تعرف مصادر قوتها.. وهذه القوة هي القادرة علي حسم اي نزاع.