فيما تتضارب المؤشرات حول مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية في ظل إدارة الرئيس الأمريكي أوباما، قال السفير المصري في واشنطن سامح شكري إن الإدارة الحالية ليست مسئولة عن تخفيض قيمة المعونة الاقتصادية لمصر بمعدل النصف، مشيرا إلي أن التخفيض جاء استمرارا لمنهج الإدارة السابقة في التعامل مع مصر وإن كان قد أقر من الكونجرس منذ أسبوعين فقط. وقال شكري إنه من غير المتوقع الرجوع عن هذا التخفيض في موازنة 2009 وإن كنا سنبدأ مباحثات مع الإدارة والكونجرس حول مستوي المعونة لموازنة العام القادم ونأمل أن يتم مراجعة ذلك. وكان الكونجرس الأمريكي قد أبلغ مصر في نوفمبر الماضي أنه تقرر رفع المشروطية المرتبطة بالمعونات الاقتصادية والتي كانت تتمثل في إغلاق الأنفاق إلي غزة، استقلال القضاء وتحسين أداء الشرطة فيما يتعلق بحقوق الإنسان.. إلا أن نفس الكونجرس قام بخفض قيمة المعونة الاقتصادية لمصر من 418 مليون دولار إلي 200 مليون دولار من جانب واحد في موازنة مساعدات ،2009 علي الرغم من ارتفاع اجمالي الموازنة لباقي أنحاء العالم. وتحاول مصر والولايات المتحدة فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين بعد 8 سنوات من التوتر في ظل إدارة الرئيس بوش.. وفي هذا الإطار أشار سامح شكري في تصريحات صحفية علي هامش زيارة وفد بعثة طرق الأبواب لواشنطن إلي أن الحوار الاستراتيجي بين البلدين سيتم إعادة استئنافه بمبادرة أمريكية.. ويتوقع أن تبدأ الاجتماعات بين مسئولي البلدين خلال شهر ويكون أول اجتماع في القاهرة. وفيما لم يتحدد بعد أي موعد لزيارة رئاسية لواشنطن أو القاهرة، قال شكري إن كل الأنباء حول اشتراطات أمريكية لذلك غير صحيحة. أضاف أن الإدارة الحالية لم تتحدث معنا علي الإطلاق بخصوص الإفراج عن أيمن نور رئيس حزب الغد الأسبق ولم يكن هناك حديث رسمي بشأنه. وكانت صحيفة ال "واشنطن بوست" الأمريكية قد نشرت مقالا قبيل الإفراج عن نور تطالب فيه الإدارة الأمريكيةالجديدة بالاستمرار في الضغط علي مصر للإفراج عن نور شريطة استعادة علاقات جيدة بين البلدين.. وأثار الإفراج عن نور بعد نشر المقال بيومين الكثير من التكهنات حول الضغوط الأمريكية بشأنه. وحول وجود أي علاقة بين إدارة أوباما والإخوان المسلمين في مصر، قال شكري إن الإدارة الأمريكية الحالية أكدت لنا انها مهتمة فقط بالاتصال بالدوائر الرسمية في البلاد. علي جانب آخر تابع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية لقاءاتهم ضمن بعثة طرق الأبواب في واشنطن حيث يتوقع أن يلتقوا بأكثر من مائة من أعضاء الكونجرس بنهاية الأسبوع.. وكان لقاء البعثة بمؤسسة بروكنجز للبحث في مقدمة هذه اللقاءات حيث أكد الباحثون في بروكنجز أن الإدارة الجديدة غير مهتمة بمواصلة ضغوطها من أجل الديمقراطية في مصر والمنطقة العربية.. وبرر باحثوا بروكنجز ذلك باهتمام الإدارة ب "الاستقرار" في المنطقة.. وأشار باحثو مركز بروكنجز إلي أن إدارة أوباما تهتم بطريقة تداول السلطة والخلافة في مصر، أكثر من اهتمامها بمن ستنتقل إليه السلطة الآن. وقد بدأ وزير النقل محمد منصور عددا من اللقاءات في واشنطن وأقامت الغرفة له حفل غداء حضره عدد من المسئولين وأعضاء الكونجرس والشركات.