يطرح خبراء العلوم السياسية والاستراتيجية تساؤلات اكثر من تقديمهم لاجابات بشأن توقف أو تعطل المشروع القومي لتنمية سيناء، وفيما اختلفوا في منطق المؤامراة كتفسير للوضع الحالي أجمعوا علي ان تنمية شبة جزيرة سيناء هو المفتاح الوحيد لحماية بوابة مصر الشرقية.دعا الخبراء الحكومة والشعب المصري للعمل معا من اجل تنمية سيناء وسد الفراغ الرهيب الذي يمثل مصدر رعب باعتبار ان غزو مصر كان يتم دائما من الشرق، كما طالب بعضهم بتشكيل لجنة عليا وصندوق خالص لتنمية الاقليم الشرقي لمصر. من جانبه، يدعو السفير الاسبق ابراهيم يسري والمحكم الدولي إلي ضرورة الكف عن استخدام كلمة "سيناء" واستخدام تعبير الاقليم الشرقي لمصر، وقال إن ترديد هذه الكلمة من شأنه ان يعزز المقولات التي تدعي بأن سيناء هي جزء منفصل عن مصر ويضاف لكلمة الاقليم الشرقي محافظة العريش بدلا من "شمال سيناء" أو محافظة شرم الشيخ بدلا من "جنوبسيناء". ويوضح السفير يسري ان الادعاءات الاسرائيلية والامريكية دائما تنظر إلي سيناء باعتبارها ارض التوارة، كما ان هناك ميولا أمريكية اوروبية حاليا تحاول ايجاد وسيلة لازالة الاشراف المصري والسيادة المصرية عن سيناء، وقال إذا كنا نسير في خط تعمير سيناء فنحن نكرس معني انفصال سيناء عن مصر وكأنها اقليم غريب عن مصر لا يعامل معاملة الاقاليم الاخري مثل الصعيد والوجه القبلي أو الوجه البحري، كما يجب في نفس الوقت التحفظ علي المصالحة الامنية للشعب السيناوي ومنع التفرقة في المعاملة بين سكان سيناء وسكان الوادي. وقال: جميعا شعب واحد ويجب ان تكون المعاملة واحدة. كما يري ابراهيم يسري إلي ضرورة البحث عن حقيقة العوامل التي منعت تحفيز خطة تنمية الاقليم الشرقي والتي تم اعدادها منذ عشرين عاما، ويتساءل هل هناك قوي خفية تعمل لصالح انفصال شبة جزيرة سيناء عن مصر أو تعرقل وصول الموارد البشرية لها بهدف عدم زيادة سكان سيناء "الاقليم الشرقي" وتنامي المشروعات بها حتي لا يكون هذا عاملا مساعدا في حماية الامن المصري من أي عدوان صهيوني محتمل؟ ويطالب السفير يسري الاسراع فورا بالبدء في التنمية الزراعية للاقليم الشرقي علي ان تتولي هذه المهمة هيئة عامة تابعة للدولة وتتمتع بالاستقلالية بشرط الا يدخل فيها رجال الاعمال في مراحلها الاولي وتظهر ثمارها ولا تتعرض لأي فساد إلي جانب وضع خطة لتعزيز العنصر البشري المصري في الاقليم الشرقي لمصر. مؤامرة أما السفير أمين يسري نائب مدير معهد الدراسات الدبلوماسية السابق فيؤكد ان هناك من يري انه من المطلوب من مصر ان تجعل محافظة شمال سيناء خالية، كما هي الآن واسباب ذلك فمن الممكن ان تذهب بنا الظنون إلي ان اسرائيل تعتبر سيناء امتدادا لها وان هناك مشروعا لترحيل سكان غزة والفلسطينيين إليها، ويشير إلي ان ذلك التأخير يؤكد الخضوع لإرادات اسرائيلية وامريكية. ويري يسري ان الحالة المصرية الآن في نفق مظلم وليس هناك بصيص من الضوء، مشيرا إلي ان بداية هذا النفق المظلم كان علي يد الرئيس الراحل السادات حينما اجتمع بهنري كسنجر يوم 7 نوفمبر 1973 في اجتماع مغلق دام 3 ساعات ولا أحد يعرف مضمون هذا الاجتماع حتي اليوم وبما ارتبط الرئيس السادات باتفاق مع امريكا في هذا الاجتماع، موضحا ان ما قاله هنري كسنجر هو ان السادات قال له سأمحوا أي عمل قام به الرئيس جمال عبدالناصر، وانه سيعقد اتفاقا استراتيجيا مع الولاياتالمتحدةالامريكية وسيتم التنسيق للعمل سويا في افريقيا وانه سيجري تغييرات كثيرة جدا في الوضع الداخلي لمصر، وانه سيطلب في المقابل شيئا واحدا هو حمايته وحماية مصر، ويقول السفير أمين يسري: منذ ذلك اليوم ومصر تعيش في العلاقة الاستراتيجية مع امريكا والتي لم تتأثر حتي اليوم بأي ظرف من الظروف، وبالتالي لا يوجد حل لتعمير سيناء لانها جزء من قضايا أخري تعاني منها مصر وانها مرتبطة بالعلاقة الاستراتيجية بين مصر واسرائيل وامريكا.