المحادثات غير المباشرة لرفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة حققت تقدما في بعض الأقوال.. وفي أقوال أخري لا تزال هناك مشكلات عالقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وأهمها قضية الجندي الإسرائيلي شاليت الذي اختطفه بعض الناشطين واحتفظوا به أسيرا ليس لمبادلته وإنما لإذلال حكومة إسرائيل. لو كان الهدف من الاحتفاظ بالأسير هو مبادلته لتمت الصفقة منذ زمن وتم رفع الحصار ذلك لأن سبب فرض الحصار لو تذكرون كان منذ البداية بسبب رفض إعادة الأسير شاليت مقابل الإفراج عن مئات الأسري الفلسطينيين لدي إسرائيل. إسرائيل تحتفظ في سجونها بمئات الناشطين والمدنيين وأعضاء المجلس التشريعي، وشباب فلسطين أمضي سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية.. هؤلاء جميعا يستحقون الإفراج عنهم مقابل جندي واحد إسرائيلي محتجز. الناشطون الذين يحتفظون بالأسير الإسرائيلي يريدون ثمنا أعلي باستمرار وفي نهاية الأمر ستتم الصفقة ولكن بعد خسائر جسيمة تكبدها قطاع غزة بسبب هذا الموضوع.. وعشرات من القيادات الفلسطينيين للأجنحة السياسية والعسكرية علي السواء تم اغتيالها بالطائرات بسبب هذا الموضوع. لن يصمد أي اتفاق للتهدئة إذا لم يتضمن في إحدي مراحله إطلاق الأسير الإسرائيلي مقابل مئات الأسري الفلسطينيين كم حدث مع الأسيرين لدي حزب الله الذي عقد صفقة التبادل في أعقاب وقف إطلاق النار في جنوب لبنان قبل نحو عامين. نذكر وقتها أن الشيخ حسن نصر الله قال لو كنت أعلم أن خطف الجنديين الإسرائيليين سيجلب علي لبنان كل هذا الدمار الذي حدث ما وافقت علي خطف الجنديين.. هذا ما قاله أو ما سمعناه علي الأقل. خطف الجنود الإسرائيليين والاحتفاظ بهم أسري يدفع قادة إسرائيل إلي الجنون والمغامرة بعمليات عسكرية طائشة والاستمرار في خطف وقتل الفلسطينيين. خطف الجنود يضفي شعورا بالذل علي المجتمع الإسرائيلي مما قد يدفع بعض القيادات الفلسطينية إلي التشدد وتفضيل احتمال نتائج التعامل الإسرائيلي الأحمق باستخدام القوة علي إعفاء القيادة الإسرائيلية من الشعور بالذل لاختطاف أحد جنودها والاحتفاظ به أسيرا والعجز عن إطلاق سراحه. هذه وجهة نظر، وجهة نظر أخري تري أن الاحتفاظ بجندي إسرائيلي أسيرا لإذلال قادة إسرائيل لا يستحق كل هذا العناء وخاصة أن الثمن باهظ جدا.. والحصار خانق جدا.. ودم الشهداء غال جدا.. وليس صحيحا أبدا أن كل جندي إسرائيلي يقابله ألف شهيد فلسطيني.. حسبة غلط في غلط.