الأخ سامي أبو زهري، أحد المتحدثين باسم حماس - وهم كثر أي المتحدثين - زعلان من مصر جداً، ويأسف لما قامت به. وطبعاً لست في حاجة إلي أن أقول إن السيد أبو زهري "زعلان" علي طول الخط، وفي أي تصريحات له، يبدأ بأنه آسف علي، ويضع بعد ذلك ما تجود به الأيام من أسباب الزعل. في أولي عمليات التدمير العسكري التي قامت بها إسرائيل لغزة، كان السيد أبو زهري زعلان من مصر، وقال من بيروت، وهو يرفع سبابة الاحتجاج مصحوبة بحاجب الازدراء الأيسر، إن علي مصر أن تخرج من دائرة التآمر، والسبيل إلي ذلك أن تسمع ما يقوله الأخ أبو زهري، وتنفذه بالحرف، فكل ما ينطق به لسانه هو حكم، ودرر، لن يجود الزمان بمثلها بعد ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. واختفي - شوية - الأخ أبو زهري، ووحشتنا تصريحاته النارية واعتراضاته، واحتجاجاته، وسبابة الاحتجاج خاصة التي يعتبرها أهم أدوات عمله كمتحدث رسمي. لكن مؤخراً ها هو يعود إلينا بعد غياب استمر عدة أسابيع، ليقول لنا الأستاذ أبو زهري إنه مستاء جداً، لماذا يا سيدي أنت مستاء؟ سألت بيني وبين نفسي، والحمد لله، لم يطل علي الوقت حتي جاءتني الإجابة علي لسانه أيضا، ومعها سبابة الاحتجاج. هو مستاء لأن مصر اعترضت علي محاولة تهريب تسعة ملايين دولار، واثنين مليون يورو كاش كانت بصحبة أحد أعضاء وفد حماس المفاوض بالقاهرة. هو مستاء لأن هذا الوفد - هكذا يقول - كان يحاور المسئولين بالقاهرة، فكيف تم أولا كشف أن لديه هذا المبلغ، ثم ايداعه باسم أيمن طه أحد أعضاء الوفد ببنك القاهرة. الأستاذ أبو زهري، وآخرين يصرون علي أن يتعاملوا مع مصر باعتبارها مساحة مستباحة، لا حدود، لا قانون، لا اجراءات. هم يصرون علي خرق القانون، وتجاهله، وعندما يتم كشفهم يزعل جداً السيد أبو زهري، بل ويستاء أيضا من التصرف المصري. ألم يكن هؤلاء الأعضاء من باب أولي أن يقولوا لأجهزة الأمن ان لديهم هذا المبلغ ويريدون تحويله إلي غزة، هذا إذا كانت النيات طيبة. ولكنهم يريدون - دوما - أن يكون هناك أشياء غير معلنة، في تعاملهم هم يتعاملون بطريقة، هنا ويتصرفون بما يخالفها وبعد ذلك يزعل أخونا أبو زهري. هل يجرؤ أي مصري، أيا كان أن يخالف القانون ويخرج بهذا المبلغ معه، وهل سينجو أي مصري أيا كان من التعامل القانوني بمصادرة المبلغ، وتحويله إلي متهم بتهريب العملة. ومع ذلك - مرعاة للحساسية- لم تفعل السلطات ذلك بل أودعت المبلغ الذي كانوا ينوون تهريبه، وغرض استخدامه هنا موضوع آخر، في البنك باسم أحدهم. ياسين أبو زهري، من يغضب هو نحن، ومن يأسف هو نحن، ومن يزعل علي هذا الاسلوب ذي المستويين في التعامل هو نحن. ونحن أمام أحد أمرين، اما أن هذا المبلغ تم تهريبه إلي مصر وهي جريمة أخري اضافية أرجو أن تبين تفاصيلها، أو تم جمعه من داخل مصر، وأيضا هذه قانونا جديدة لأن هناك طرقاً رسمية لدخول أو جمع أو خروج الأموال. البوشي، ومن قبله، ومن سجن بعده الذين يجمعون الأموال يحقق معهم، ويسجنون بغض النظر عن أسماء المتعاملين معهم، ولكنه شكل غير قانوني للتعامل مع الأموال. تسعة ملايين دولار، ومليونا يورو كاش يا هو في شنطة، دخلوا وحاولوا الخروج، ضاربين عرض الحائط بكل القوانين، والاعراف بل وأبسط قواعد التعامل اللطيف بين الأطراف، هم - أي بعض أهل حماس - مصرون أن يضحكوا علينا ويهربوا أموال، وإذا تم كشفها وتطبيق بعض القانون يزعل أخونا أبو زهري. لا سيدي ازعل أو افرح مش مهم - نحن لدينا قانون، ومن يتجاوزه عليه ان يتعرض للعقاب، وأحب أن أؤكد أن الاستياء هو شعورنا الآن من طريقة التعامل هذه. وزعلان ليه يا أخ أبو زهري.. تعالي أقول لك.