لا تزال أسعار المنظفات الصناعية تشهد مستويات مرتفعة رغم انخفاض اسعار الخامات المشتقة من البترول، وبحسب بيانات المجلس التصديري بلغت صادرات مصر من المنظفات الصناعية في العام الماضي "1.1 مليار جنيه" وتقوم الدولة بدعم الصادرات بنسبة 15% وهي نسبة مرتفعة بالتأكيد تحقق أرباحا كبيرة للشركات المنتجة. وبالرغم من ذلك رفعت بعض الشركات اسعارها، فبلغ سعر صابون كامي وزن 75جم "وهو حجم صغير جدا" 130 قرشا والصابون وزن 115جم 190 قرشا، كما يباع الصابون لوكس وزن 175 جم 200 قرش، وسعر صابون "فا" وزن 100 جم 145 قرشا ووزن 110 جم 150 قرشا. كما تباع مساحيق غسالات الملابس بأسعار مرتفعة لم يتم تخفيضها ولو بنسب ضئيلة حتي الآن فعلي سبيل المثال سعر عبوة 4 كيلو من مسحوق الغسالات الاوتوماتك ماركة ايريال 49.75 جنيه وهو نفس سعر العبوة من ماركة برسيل، وتباع العبوة من أوكسي بسعر 50.42 جنيه وعبوة تايد 42.95 جنيه، وعبوة ماركة بونكس بسعر 32.95 جنيه، وعبوة اكسترا بسعر 34.95 جنيه، في حين تباع بعض الاصناف من انتاج مصانع القطاع العام مرتفعة الجودة في المجمعات الاستهلاكية مثل ماركة سافو للغسالات الاوتوماتك بسعر 28 جنيها للعبوة 4 كيلو ولكن لا يدري عنها أحد فلا توجد أية دعاية لترويجها، وبحسب قول العاملين بالمجمع يقبل علي شرائها الاجانب المقيمون وليس المصريين. والسؤال الآن: لماذا لا يتم تخفيض اسعار المنظفات كنتيجة طبيعية لانخفاض الأسعار العالمية؟ لا تعليق من الغرفة بدأ المهندس محمد أبوهرجة المدير التنفيذي لغرفة الصناعات الكيماوية حديثه بقوله: "لا تعليق" وأكد ان جميع الخامات التي تدخل في صناعة المنظفات الصناعية وهي مشتقات بترولية انخفضت اسعارها عالميا بنسبة كبيرة تصل الي 50% بعد انهيار اسعار البترول أما مواد التعبئة والتغليف فهي تصنع محليا. وقد يكون هناك شركة او اثنتان في فترة الارتفاع الجنوني للأسعار العالمية قامت بتخزين كميات كبيرة من المواد الخام حتي شهر مارس القادم ولذا فهي تبيع منتجاتها بأسعار مرتفعة ولو قامت بالاستيراد بالأسعار الحالية والتصنيع باستخدام خليط من الخامات الرخيصة والمرتفعة لأمكنها خفض تكلفة الانتاج بنسبة 25% وبالتالي خفض سعر البيع للمستهلك. وفي رأي المهندس أبوهرجة فإن ارتفاع سعر الكهرباء للمصانع باعتبار الصناعات الكيماوية من الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة يحتاج الي إعادة نظر فليس من العدالة مساواة استهلاك الكهرباء في مصنع صغير مثل استهلاك مصنع كبير تصل مساحته الي 100 الف متر مربع، فلابد من تطبيق نظام الشرائح علي استهلاك الكهرباء أسوة بشرائح الاستهلاك المنزلية وفي النهاية فإن ارتفاع الأسعار مسئولية مشتركة بين المصانع وتجار التجزئة والموزعين. استحواذ وبودرة المهندس عبدالحميد عرفة مدير شركة الفيوتشر للاستيراد يوضح ان البودرة الأساسية في صناعة المنظفات "مادة الصوديوم تراي فوسفات" التي يتم استيرادها من الصين انخفضت اسعارها بنسب كبيرة تتفاوت بحسب التكنيك المستخدم في تصنيعها بعد الأزمة المالية العالمية وان كان سعر المنتج النهائي يعتمد علي سياسات الشركات المنتجة إذ تتحكم بالسوق المصري شركتان تستحوذ اكبرهما علي 60% من حصة السوق والأخري تستحوذ علي 18- 20% منه وبحسب الاسعار التي تضعها الشركتين يتم تسعير منتجات باقي الشركات الاخري. أشرف الجزايرلي عضو مجلس إدارة جمعية شباب رجال الأعمال اجاب ايضا بعبارة "لا تعليق" علي سؤال "العالم اليوم" لماذا لم تنخفض الاسعار وهل تتحكم الشركات الكبري في أسعار السوق؟ ولكنه اكد انخفاض اسعار الزيوت التي تدخل في صناعة المنظفات من "1000- 1100" دولار للطن الي "400 دولار" وبحسب آليات السوق لابد ان ينتج عنه انخفاض في الاسعار وقد قامت بعض الشركات بتخفيض اسعار منتجاتها مثل ماركة صابون "جود مورننج" التي انخفض سعرها من 75 قرشا الي 50 قرشا كما انخفض سعر الصابون الشعبي منذ بداية شهر يناير وتباع الكرتونة منه بسعر 18 جنيها بعد مكسب الجملة والتجزئة اما مجموعة صابون الجمال او النوعية الفاخرة فسوف تتبعها في الانخفاض -قريبا- فالسوق لا تنخفض اسعاره مرة واحدة. التخفيض في ابريل محمد فكري عبدالشافي رئيس شعبة المنظفات الصناعية ونائب رئيس غرفة الصناعة يوضح انه لن يظهر تأثير انخفاض اسعار المواد الرئيسية لصناعة المنظفات قبل مرور فترة 90 يوما. ويرجع ذلك ليس فقط لوجود مخزون كبير لدي الشركات الكبري ولكن بسبب التعاقدات التي سبقت انهيار الاسعار العالمية للبترول وبالتالي نأمل ان تبدأ الاسعار في الانخفاض بدءا من شهر ابريل المقبل. اما الشركات التي رفعت اسعارها بنسبة 10% في العام الماضي نتيجة للارتفاع غير المبرر لاسعار الخامات لابد من متابعتهما لخفض اسعارها في العام الحالي كما ان الارتفاع الشديد في اسعار الطاقة الذي بلغ الضعف تقريبا قد يكون ابتلع التخفيض في اسعار الخامات وبالتالي لم يصل الي المستهلك اما بالنسبة للمنظفات الشعبية من انتاج قطاع الاعمال فقد قللت من تركيز المواد الفعالة في الفترة السابقة حتي لا تضطر الي رفع اسعار منتجاتها وبالتالي فهي ليست بحاجة الي تخفيض اكثر.