عقب الأزمة المالية الأخيرة.. اتخذت بعض الشركات المصرية قرارات بالانكماش وتأجيل الدخول في مشروعات وتوسعات مستقبلية جديدة كان من المفترض تنفيذها في عام 2009 نتيجة عدم وضوح الرؤية حول الوقت الذي ستنتهي فيه تلك الازمة ورغبة في الاحتفاظ بالسيولة حتي يتضح اتجاه السوق . وأكد الخبراء ان تلك الخطوة تعد خطوة ايجابية تبعث علي ثقة المستثمرين بتلك الشركات خاصة مع ضمان وجود سيولة كافية بها لمواجهة اي توابع جديدة للازمة واستبعدوا ان يكون لوقف التوسعات المستقبلية للشركات المدرجة أي تأثير علي اسعار اسهمها. وقف التوسعات توقعت مي امام سرور رئيس قسم البحوث بشركة الحرية لتداول الأوراق المالية حدوث انخفاض نسبي لارباح معظم الشركات في البورصة المصرية خلال النصف الاول من عام 2009 خاصة مع الهبوط العنيف الذي منيت به معظم اسهم الشركات المدرجة في البورصة المصرية في النصف الثاني من عام 2008واعلان الكثير من الشركات المدرجة عن وقف خططتها التوسعية بسبب زيادة المعروض في ظل تراجع الطلب العالمي والمحلي . وأضافت أن كثيراً من الشركات قررت وقف توسعاتها خلال الفترة المقبلة نتيجة عدم وضوح الرؤية بعد حول كيفية التعامل مع الازمة وايضا بسبب عدم القدرة علي تحديد مداها. أكدت سرور انه من الافضل ان تحتفظ الشركات بسيولة كافية لمواجهة اي انخفاض في الاسعار عند انتهاء الازمة للدخول في استثمارات جديدة وتصيد فرص جيدة وذلك ما قامت به بالفعل كل من مجموعة اوراسكوم والنساجون الشرقيون . وأضافت سرور ان تلك الخطوة تعد خطوة ايجابية تبعث علي ثقة المستثمرين بتلك الشركات خاصة مع ضمان وجود سيولة كافية بها لمواجهة اي توابع جديدة للازمة واستبعدت ان يكون لوقف التوسعات المستقبلية للشركات المدرجة أي تأثير علي اسعار اسهمها. الأحتفاظ بالسيولة اتفق مينا مجدي محلل مالي بشركة مترو لتداول الاوراق المالية مع الرأي السابق مؤكدا أنه عقب الأزمة المالية الأخيرة اتخذت بعض الشركات قرارات بالانكماش وتأجيل الدخول في مشروعات جديدة والتي كان يفترض تنفيذها في عام 2009 ويأتي ذلك التأجيل نتيجة الكساد الذي يحل بالأسواق ونتيجة عدم وضوح الرؤية خلال الفترة القادمة حيث تفضل بعض الشركات الانكماش والاحتفاظ بالسيولة حتي يتحسن اداء السوق متوقعا مزيداً من التباطؤ والركود في الفترة القادمة علي مستوي الاقتصاد العالمي والمحلي وأكد مجدي أنه في المقابل هناك شركات اخري تتخذ في الوقت الحالي قرارات بالقيام بمزيد من التوسعات والمشروعات الاستثمارية في ظل هذه الظروف حيث تري تلك الشركات ان الاستثمار في الوقت الحالي فرصة لتعوض جزءاً من خسائرها نتيجة انخفاض الأسواق بشدة وتري ان الشراء في ظل هذه الظروف فرصة جيدة. وعن تأثير وقف ضخ الاستثمارات الجديدة علي توقعات الأرباح أكد مجدي انه مما لاشك فيه ان معظم الشركات ستحقق تراجعا في الأرباح نتيجة الأزمة المالية الحالية وما ترتب عليها من انهيارات اقتصادية وبالتالي لن يكون لتأجيل الدخول في المشاريع الجديدة تأثير كبير في تراجع الارباح . الكساد .... والمشروعات المستقبلية من جانبه اكد كريم الطويل رئيس قسم البحوث بشركة العروبة لتداول الاوراق المالية أنه نتيجة لمرحلة الكساد التي من المتوقع حدوثها خلال الفترة المقبلة كتوابع لاستمرار الازمة المالية العالمية حدث انخفاض القوة الشرائية لدي المستهلكين وبالتالي انخفض الطلب علي السلع والخدمات أضاف الطويل أنه خلال مرحلة الكساد تنخفض القوة الشرائية لدي المستهلكين مما يترتب عليه انخفاض أرباح المنشآت الصناعية وتفقد قدرتها علي دفع مرتبات عمالها وموظفيها بسبب تراجع الطلب علي منتجاتها وهذا يجعلها تضطر إلي التخلي عن عدد كبير منهم, وهذه الخطوة من المصنعين تؤدي إلي نتيجة حتمية أخري وهي زيادة معدلات البطالة مما يجعل تدني القدرة الشرائية لدي المستهلكين تتفاقم أكثر وهكذا تستمر النتائج السلبية لتبعات الكساد في التوالي وبصورة أكبر سوءاً من سابقتها حتي يحدث ما من شأنه أن يعيد للأنشطة الاقتصادية حيويتها الإيجابية. أكد الطويل أنه من المنطقي قيام بعض الشركات بالاعلان عن وقف توسعاتها المستقبلية وذلك لعدم القدرة علي تصريف المنتجات مشيرا إلي ان الشركات التي تعمل علي زيادة طاقتها الانتاجية وهي لاتضع الخطة المناسبة لتصريف ماينتج عن هذا التوسع سوف تعاني من مخاطر فنية ومالية قد تؤدي بها الي الافلاس . كما نجد ان مرحلة الكساد هي مرحلة ترتيب اولويات فيما يتعلق بالمصروفات ) اي ان الافراد يتمسكون باموالهم وعدم التصرف فيها بسهولة واذا تم التصرف في الاموال يكون مقابل شيء ضروري مما يؤدي الي انخفاض السيولة في الاسواق ومنها الاسواق المالية لان الاسواق المالية تعتمد علي جزء من الدخل المخصص للاستثمار وفي ظل الكساد يقل الدخل ويقل المخصص للاستثمار والذي من الممكن ان يتلاشي . كما اننا وفي اسوأ الظروف من الممكن ان نتوقع عمليات تسيل للمحافظ داخل البورصة لسداد حاجات ضرورية .