احتفلت جامعة القاهرة بنهاية المئوية الأولي التي بدأت منذ عام تقريبا حضر ختام الاحتفالية في قاعة المحاضرات الكبري د.أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وعدد من كبار المسئولين وأساتذة الجامعات وكان الاحتفال وقورا منظما يليق بالجامعة العريقة. وأنا واحد من أبناء جامعة القاهرة وعشنا فيها ومعها مسيرة أحلامنا في نهاية الستينيات من القرن الماضي والتقينا فيها أساتذتنا الكبار الذين تعلمنا علي يديهم. وقصة إنشاء جامعة القاهرة من القصص الجميلة والنبيلة في تاريخ هذا الوطن سواء علي المستوي الشعبي أو الرسمي أن تتبرع الأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل بالأرض والمجوهرات وهي أغلي ما تملك امرأة لإنشاء جامعة للشعب فهذا سلوك حضاري رفيع وان يقف الشعب بكل تياراته لانجاز هذا المشروع الطموح وان تصبح جامعة القاهرة أم كل الجامعات المصرية والعربية.. تاريخ حافل وقصة عطاء يجب أن تكون نبراسا لأبناء مصر في كل العصور.. في الحفل ألقيت كلمات كثيرة مع فيلم تسجيلي بسيط ومتواضع رغم ان الجامعة تستحق أكبر من هذا كما واكبت الاحتفالية أحداثا أخري طوال العام من الندوات والأمسيات واللقاءات وقدم د.محمود المناوي الطبيب الشهير وعضو المجمع اللغوي كتابا تذكاريا رفيعا عن تاريخ الجامعة منذ انشائها وحتي الآن في رحلة تاريخية جميلة وممتعة.. ومع نهاية هذا الحفل الذي كرمت فيه الجامعة عددا كبيرا من انبغ ابنائها تبدأ رحلة عطاء أخري مع مائة عام جديدة نتمني ان تكون أكثر ثراء في كل مجالات المعرفة.. هناك ملاحظة لفتت نظري وهي تستحق السؤال لماذا غاب طلاب الجامعة عن الاحتفالية سواء داخل الحفل أو خارج القاعة الكبري؟ لم يشهد الحفل ممثلين لطلاب الجامعة وكانت الأدوار العليا في القاعة الكبري خالية تماما وكان ينبغي ان تخصص لعدد كبير من الطلاب لكي يشاركوا في احتفالية جامعتهم كما أن إدارة الجامعة اغلقت جميع الكليات في هذه المناسبة وهو أيضا تصرف غريب لأن العنصر الأساسي في أي جامعة هم طلابها فلماذا تحرم هؤلاء من ان تكون لهم ذكريات جميلة مع جامعتهم في مثل هذه المناسبة: في تقديري ان غياب الطلاب عن الاحتفالية جعلها وجها رسميا تماما بعيدا عن النبض الحقيقي لروح الجامعات.