تخبط وركود يصفه الخبراء بأنه الأخطر في سوق السيارات ومشكلات جديدة سوف تواجه القطاع المصري مع بداية 2009 من أهمها بدء تطبيق اتفاقية اغادير التي أعلنت المغرب عن استغلالها في اغراق السوق المصري بسيارة ماركة "رينو لوجان" بأسعار منخفضة.. الأمر الذي قد يؤدي إلي منافسة غير متوازنة مع المنتج المحلي. ويري خبراء السيارات صعوبة تنفيذ هذه الاتفاقية خلال العام الجديد 2009 لأن المغرب لم تستعد حتي الآن، في الوقت الذي أكد فيه مسئولو الجمارك امكانية دخول السيارة خلال يناير القادم، وعلي مصنعي السيارات تحمل المسئولية لأن الحكومة ساعدتهم كثيراً للاستعداد لمثل هذا اليوم. ويؤكد اللواء عفت عبد العاطي - رئيس شعبة تجارة السيارات ان الازمة ممتدة وأبعادها الحقيقية سوف تتجلي خلال العام الجديد، فالازمة لن تنتهي قبل ثلاث سنوات علي الأقل ومن ثم يجب وضع استراتيجية بعيدة المدي والبداية بالتخلي عن جزء كبير الأرباح لضمان الاستمرار في السوق خاصة أن القدرة الاستيعابية للسوق سوف تنخفض مما سيحدث حالة من الانكماش، فالاضطرابات الاقتصادية جعلت القدرة الشرائية للمستهلك المصري منخفضة ومن ثم هناك أولويات في بنود الشراء السيارة باتت خارجها حتي تنفرج الأزمة. ويتوقع عبد العاطي انخفاض المبيعات في سوق السيارات خلال عام 2009 ونسبة التراجع حوالي 100 ألف سيارة حيث سجل 2008 بيع 240 ألف سيارة ستنخفض في 2009 إلي 140 ألف سيارة. فيما يشير عمر بلبع نائب رئيس شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية - إلي حتمية استمرار الأزمة خلال العام الجديد، فتوابع الازمة مازالت تتوالي ولكن هناك حالة من التفاؤل من أن يشهد العام الجديد انخفاض معدلات التضخم الحادثة حاليا ومن ثم يمكن للمستهلك العودة للتعايش مع الوضع الحالي، وهناك امكانية لتحقيق هذا خاصة ان المستهلك المصري يتميز بكونه مواطناً استهلاكياً والسيارة تتمل له سلعة أساسية وليست كمالية كما يعتقد البعض، وقد يكون الحل البديل لديه هو الاتجاه لشراء السيارات الأقل سعراًَ وذات الماركات المتوسطة، نافيا ان يكون هذا الاقبال هو السبيل أمام المستوردين للعمل علي دخول سيارات منخفضة التكلفة خاصة السيارة المغربية التي يتوقع دخولها طبقا لاتفاقية أغادير في يناير القادم، مشيرا إلي كونها لا تمثل خطورة تذكر فهي تمثل نوعا واحدا ضمن أنواع عديدة وهي لا تمثل داخل السوق أكثر من 1% وقد تلقي اقبالا نسبيا في البداية والسبب الشائعات المسبقة والدعاية.. ولكن السعر لن يكون كما يتخيل البعض، كما أن الكميات التي سيتم استيرادها لن تستطيع تغطية السوق المحلي بأكمله. ومن جانيه يري - وليد توفيق - خبير السيارات ونائب رئيس غرفة صناعة السيارات أنه من الصعب توقع ما سوف يحدث خلال الأيام القليلة القادمة لأن كل يوم يشهد مفاجأة جديدة في كل شيء ولا أحد يعلم من الخاسر ومن الرابح من هذا الماراثون.