مع احتدام ازمة رغيف الخبز البلدي.. بدأت رحلة البحث عن حلول، فهناك من نادي بالفصل بين الانتاج والتوزيع واخرون راحوا يبحثون عن رغيف الخبز البلدي من خلال خليط يتضمن فول الصويا او الشعير او الذرة الي جانب القمح. ويؤكد اصحاب المخابز والمطاحن انه رغم اقرار تجربة انتاج رغيف الخبز باستخدام نسبة 20% من الذرة فإن التجارب العملية اثبتت عدم القدرة مع استخدام الذرة الا بنسبة 10% وما يزيد عن ذلك يعني افساد الرغيف سريعا وتحوله لعلف للحيوان وليس للاستهلاك الادمي. أما بالنسبة للشعير فقد ثبت عدم امكانية استخدامه لوجود المادة الصلبة في حبة الشعير وحتي مع الطحن سنحصل علي رغيف غير جيد.. اما عن منتجات فول الصويا فلم تدخل مرحلة التجربة حتي الان واذا نجحت سيكون الرغيف من فول الصويا دون اضافة اي مادة اخري سوي القمح. وتأتي الدعوة ايضا الي بدائل انتاج الرغيف كمحاولة لتقليل حجم المستورد من القمح الذي تجاوز ال 6 ملايين طن سنويا وزيادة الانتاج اليومي وتشغيل الطاقات المعطلة للمطاحن. عدم الاعتماد كلية يقول اللواء علي شرف الدين رئيس غرفة صناعة الحبوب ان كل التجارب التي تم اجراؤها خلال السنوات الماضية اثبتت انه يمكن اضافة فقط نسبة من الذرة لا تتجاوز ال 20% علي رغيف الخبز البلدي.. اما بالنسبة للمقترحات الاخري الخاصة بإضافة فول الصويا فرغم ان قيمته الغذائية عالية فإنه لابد من دراسة الوضع بالنسبة لدرجة تجانس الرغيف حيث سيكون من الصعوبة تشكيله. ويوضح شرف الدين ان طن دقيق القمح يتراوح حاليا ما بين 1300 و2000 جنيه علي حسب نوع القمح حيث يستخدم السعر الرخيص في انتاج الرغيف الشامي الابيض، والمتوسط في رغيف الخبز البلدي، والمرتفع الثمن في انواع الجاتوه والباتييه والحلويات الشرقية.. ولكن رغم تراجع اسعاره فإنه لا يمكن الاعتماد عليه بصورة كلية نتيجة قلة زراعته محليا. منتجات فول الصويا يشير ابراهيم المزلاوي عضو المجالس القومية المتخصصة الي ان المجلس القومي للانتاج والشئون الاقتصادية قام مؤخرا بطرح فكرة ايجاد مكونات اخري لرغيف الخبز البلدي مع مراعاة عاملين: اولهما الحفاظ علي مستوي السعر الحالي دون تغير بالنسبة لمحدودي الدخل والثاني هو مراعاة القيمة الغذائية وعدم المساس بها عند اضافة عناصر اخري بخلاف دقيق القمح. ويقترح ان يتضمن خلط القمح بنسبة من الذرة ويدعم بمصدر غني للبروتين مثل فول الصويا او اللبن الفرز او كليهما لضمان حصول الفرد علي احتياجاته النوعية من الغذاء، ويمكن اضافة بعض منتجات فول الصويا الاخري مثل جبن الصويا، وسجق الصويا وهي محاصيل زيتية تتضمن نسبة حوالي 47% من البروتين و20% من الدهون. الشعير حبة غامقة وفيما يري فرج وهبة رئيس شعبة المخابز بغرفة تجارة القاهرة ان المطبق حاليا هو انتاج رغيف الخبز بنسبة 90% قمحا و10% ذرة، اما بالنسبة للمقترحات الخاصة بانتاج رغيف خبز يتضمن دقيق الشعير فهو يعد اقتراحا مرفوضا كلية نتيجة لأن حبة الشعير اصلا حمراء وغامقة اللون وستؤدي الي جعل لون الرغيف البلدي "اسود" بصورة غير مقبولة.. اضافة الي ذلك فإن دقيق الشعير له "عرق" ولا يصلح للعجن ولن يكون الرغيف متماسكا. وحول الاقتراح الخاص بإضافة منتجات فول الصويا يري ان هناك صعوبة في ذلك نتيجة ارتفاع سعر الطن من فول الصويا وبالتالي سيكون هناك المزيد من الاعباء علي الدولة التي تتحمل الدعم الخاص بانتاج رغيف الخبز البلدي. ويوضح فرج وهبة ان د. علي مصيلحي وزير التضامن الاجتماعي وافق علي تشكيل لجنة عقب عيد الضحي تقوم بإعداد تكلفة جديدة لانتاج رغيف الخبز علي اساس الوضع القائم 90% قمحا و10% ذرة حيث تغيرت تكلفة الانتاج التي تتضمن ليس فقط سعر القمح ولكن الخميرة حيث ارتفع الباكو زنة 800 جرام الي 15 جنيها مقابل 11 جنيها بداية العام، كما ارتفع سعر الجاز لتصل العبوة الي 23 جنيها مقابل 15 جنيها وايضا عناصر الانتاج الاخري كالعمالة، والملح وغيره من المواد.