الأزمة بين أمريكا وروسيا بشأن جورجيا تتفاعل كل يوم وقد ازدادت حدة الأزمة بعد زيارة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني لجورجيا وتقديمه لها معونة قدرها مليون دولار نقداً واعتبرت تلك الزيارة والمعونة مساندة لجورجيا إلي أقصي حد. ولكن الدوائر الأمريكية المسئولة أعربت عن رفضها لقيام جورجيا استعادة جنوب اوسيتيا إنجازيا اللتين انفصلتا عن جورجيا وأعلنتا استقلالهما وأعترفت بهما روسيا وحدها من العالم. وقالت هذه الدوائر إن أي مساعدة يقدمها البنتاجون لجورجيا أنما هي للدفاع عن نفسها وليست للقيام بمغامرات حربية. ومعني هذا أن أمريكا لا تشجع ولاترغب في اشتباكات من أي نوع مع روسيا قبل أسابيع من انتهاء رئاسة بوش. وإذا كان موقف أمريكا المؤيد لجورجيا متخاذلاً أو يقف عند نقطة معينة فإن موقف الاتحاد الأوروبي أكثر تخاذلا وترددا بسبب حاجة الدول الأوروبية الكبري للبترول والغاز الروسي. وفي الوقت نفسه فإن أوكرانيا التي تخشي عدوان روسيا عليها بعد جورجيا تقول إن عداء روسيا للدول المجاورة لها والتي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي لم تتوقع أبدا أن روسيا ستصل إلي حد القيام بحرب ضد هذ الدول. ومن هنا أقامت أوكرانيا عرضا عسكريا لأول مرة منذ عام 2001 اشترك فيه 3000 جندي في كييف العاصمة وكذلك الدبابات. ولكن الفارق ضخم بين قوات أوكرانيا البلد الصغير الضعيف وروسيا كما أن الفارق ضخم بين قوات أمريكا وروسيا. أن روسيا تنفق خمسة في المائة مما تنفقه أمريكا علي قواتها ولذلك فإن كثيرين لا يتوقعون حربا بين أمريكا وروسيا رغم تهديدات سارة بالين المرشحة نائبة ماك كين بأنها صفقة لدخول حرب دفاعاً عن جورجيا. وأيضاً لا يتوقعون حربا باردة بين أمريكا وروسيا. ويقولون إن تدخل روسيا العسكري ضد جورجيا جاء في الذكري الأربعين لتدخل القوات السويفيتية ضد تشيكو سلوفاكيا عام 1968 ويقولون إنه جاء مصادفة في نفس اليوم. ولكن دول القوقاز وبحر البلطيق تقول أن آخر حرب دخلتها روسيا كانت عام 1979 ضد أفغانستان فما الذي يمنع روسيا من تجربتها مرة أخري. ومن هنا فالتوازن قائم في المنطقة ولكن روسيا دفعت ثمناً غالياً لحربها مع جورجيا فقد هربت 7 ملايين دولار استثمارات من روسيا بالإضافة إلي ارتفاع 30 في المائة في التأمين علي الأموال التنمية لموسكو!