كتبت فهيمة أحمد ولمياء جمال الدين: واصلت الأسواق العربية تراجعاتها في تعاملات أمس تأثرا باستمرار انخفاض الأسواق العالمية علي إثر توقعات بانتقال الأزمة المالية إلي الاقتصاد الحقيقي وحدوث ركود عالمي. وفيما انخفض مؤشر البورصة المصرية وخسر مؤشرها الرئيسي 6.78% شهدت أسواق الخليج تراجعات متباينة قادها قطاع البنوك، وكان أكثرها درامية تكبد بنك الخليج أحد أكبر بنوك الكويت خسائر فادحة بلغت 743 مليون دولار عصفت به نتيجة التعامل في المشتقات. وكان المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية قد واصل هبوطه خلال التعاملات أمس حيث انخفض بنسبة 6.76% في ظل عمليات بيع قام بها فئات من المستثمرين خاصة المصريين والعرب. وعلي صعيد الشركات المتداول اسهمها بالبورصة المصرية انخفض سعر سهم الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول بنسبة 3.83% إلي 100.06 جنيه.. كما تراجع سعر سهم المصرية للاتصالات بنسبة 5.43% ليصل إلي 12.19 جنيه.. كما خسر سهم بايونيرز القابضة للاستثمارات ما نسبته 10.34% مسجلا 5.72 جنيه وخلال التعاملات هبط سعر سهم أوراسكوم تيلكوم القابضة بنسبة 1.66% إلي 27.87 جنيه.. وتراجع سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة بنسبة 2.52% مسجلا المستوي 205.52 جنيه، وانخفض سعر سهم المجموعة المالية هيرمس القابضة 7.21% إلي 22.12 جنيه وسهم مجموعة طلعت مصطفي القابضة انخفض بنسبة 5.52% إلي 3.25 جنيه. وقال وسطاء إن أسعار الأسهم وصلت إلي مستويات لم تكن في الحسبان مما ساهم في مزيد من الخوف والهلع للمستثمرين مؤكدين أنه حتي الآن المؤشر فوق مستوي الدعم التاريخي 4500 نقطة وهو ما يعطي شيئا من الترقب. وفيما يتعلق بالأسواق الخليجية التي طالها التراجع العنيف، كان الحدث البارز هو أزمة بنك الخليج الذي اصابته المشتقات المالية بخسائر فادحة تصل إلي 200 مليون دينار كويتي حيث صحا القطاع المصرفي الكويتي علي صدمة عنيفة خاصة وأن بنك الخليج يعد واحدا من أكبر بنوك الكويت، وهو ما دفع البنك المركزي الكويتي إلي التدخل بشكل سريع لضمان أموال المودعين ووقف التداول علي سهم البنك بالبورصة وتعيين مشرف علي العديد من الانشطة المصرفية للبنك. كما سارع بنك الخليج إلي طمأنة عملائه عبر اصدار بيان أكد فيه علي أن الخسائر الناجمة من عقود المشتقات لن تترك اثارا كبيرة علي سلاكة موقفه المالي وأن كل الودائع أمنة ومضمونة من البنك المركزي. وقال لويس مايرز الرئيس التنفيذي لبنك الخليج إن الخسارة التي تعرض لها البنك لا تدعو للقلق بأي حال من الأحوال وأن البنك سيعمل مع السلطات المختصة لدعم عملائه. ولمحاصرة القلق المتزايد داخل الشارع الكويتي سارعت مصادر كويتية شبه رسمية إلي التأكيد علي أن الحكومة ستعد مشروع قانون بصورة عاجلة لضمان الودائع في البنوك الكويتية. من جانبه قال مصدر مصرفي مصري مسئول إن البنوك المصرية بعيدة عن مخاطر التعامل في المشتقات مؤكدا أن البنك المركزي يحظر علي البنوك ممارسة هذه الانشطة باستثناء العمليات الموجهة لتغطية مخاطر التجارة ويشترط أن تكون لمصلحة العميل فقط أما البنك فلايجوز له بشكل مطلق التعامل في المشتقات وعلي رأسها التعاملات الاجلة. وكان سوق الدوحة الأكثر انخفاضا حيث اقترب من الحدود القصوي للانخفاض فقد هبط مؤشر الدوحة بقوة وبنسبة وصلت إلي 8.93% ليسجل أدني مستوي له منذ فترة بعيدة، وذلك بعد كسر حاجز ال 7000 نقطة لأول مرة منذ 15 شهرا، وكسر المستوي السابق والمحقق بتاريخ 12 أكتوبر 2008 عند 7007 نقطة.. وكذلك سوق مسقط انخفض بنسبة 8.29%.. كما واصل سوق دبي تراجعه بنسبة 4.74% وسوق أبوظبي بنسبة 3.77%. ووسط حالة من الاستياء من المتداولين واصل سوق الكويت تراجعه وانخفض 3.5% بدفع من تراجع مؤشر قطاع البنوك المدرجة في سوق الكويت بشدة اليوم متأثرا إلي حد كبير بأزمة بنك الخليج.