شهدت البورصة المصرية الأسبوع الماضي أعلي نسبة انخفاض لها وقد فشلت محاولات احتواء الأزمة؛ حيث تراجعت عمليات الشراء وزادت عمليات البيع مما أدي إلي تكبد صغار المستثمرين خسائر كبيرة وأرجع البعض زيادة حجم الخسائر إلي خوف المستثمر الصغير الذي يلجأ للبيع حيث تبلغ حصة المستثمرين المصريين من إجمالي التداولات في السوق 67.8%. وأكد خبراء اقتصاديون أن الانخفاض الذي حدث في البورصة أطاح بأحلام صغار المستثمرين الذين تأثروا بهذه الخسارة. قال محمد علام -مستثمر- إنه خسر ما يقرب من سبعين ألف جنيه هي حصاد عمله بالخارج ثماني سنوات، وطالب بتدخل سريع وعاجل من إدارة البورصة. وأضاف أنه تم وقف التداول علي أسهم 30 شركة نظرا لتجاوزها الحد المسموح بالانخفاض، إلا أنه تساءل لماذا لم يوقف التعامل بالبورصة ككل، وقال إنه في موقف مماثل في عام 2006 انخفض المؤشر الرئيسي 12% وتم وقف التعامل. أما الحاج محمد راضي -الذي بدا عليه التأثر الشديد، وهو صاحب ال55 عاما ولديه ثلاث بنات في سن الزواج فيقول: أنا بعت سيارتي التي كنت أعمل عليها، وتاجرت في البورصة لكي أحسن من دخلي؛ حيث أقنعني أحد العاملين في شركات السمسرة بأنه يضمن لي أرباحاً مضاعفة، وأنني استطيع تجهيز بناتي الثلاث بسهولة، ولكن للأسف خسرت كل حاجة، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وقال حسام فتحي أحد مساهمي البورصة، إنه يمتلك أسهماً في شركتي طلعت مصطفي وغيرها من الشركات بمبلغ 100 ألف جنيه، وبلغت خسائره أكثر من 80 ألف جنيه، بعد هبوط سعر سهم طلعت مصطفي من 11 إلي 4 جنيهات، وقال إنه كان من الأولي أن تتدخل الحكومة لوقف التداول أو دخول صناديق الاستثمار كمشتر للتخفيف من حجم الخسائر.. وقف التعاملات وفيما يتعلق بالخطوات الواجب اتخاذها من جانب المستثمر في المرحلة الراهنة دعا حسام أبو شاملة خبير أسواق المال إلي أهمية توخي الحذر في التعاملات وعدم الهرولة نحو عمليات البيع العشوائية مع التركيز علي "آلأسهم الدفاعية" باعتبارها ملاذا للاستثمار في الوقت الراهن خاصة أن تلك الأسهم تحظي بملاءة مالية عالية ذلك فضلا عن الكوبونات. وقال كمال محجوب نائب رئيس بنك مصر إيران إن ما تشهده البورصة في الوقت الحالي يعد انعكاساً طبيعياً لما تشهده الأزمة العالمية، وحالة الذعر التي انتابت المتعاملين المصريين مع بداية التعاملات الهابطة خوفا من تحقيق المزيد من الخسائر. وأضاف أن انهيار السوق المصرية بهذه الصورة جاء كرد فعل طبيعي لما حدث من تراجع الأسواق العالمية والخليجية، وانخفاض أسعار البترول، فضلا عن المبيعات المكثفة للأجانب في أسواق الشرق الأوسط الذي انسحب علي البورصة المصرية، بالإضافة إلي إحجام المؤسسات عن ضخ السيولة. وأشار إلي أن هذا الانهيار لم يحدث في البورصات العالمية ولا الخليجية من قبل حتي أثناء أحداث 11 سبتمبر لم تنهر السوق الأمريكية إلي هذا الحد، وأضاف أنه كان يجب أن يوقف التداول حتي لا يستمر نزيف النقاط. الحالة النفسية من جانبه أكد سامح أبو عرايس العضو المنتدب لشركة بايونير القابضة أن الأجازة التي مرت بها البورصة ساهمت في مضاعفة حجم الخسارة خاصة مع الحالة النفسية التي سيطرت علي المستثمرين الأفراد وكان من الأولي أن ترد البورصة المصرية علي تساؤلات المتعاملين ومحاولة تهدئتهم.