ملف: محمود مقلد شيماء عثمان هبة درويش نهي المرشدي لا يمكن أن يكون الإنسان "إنساناً" إلا إذا انتمي لقيمة أو فكرة أو رمز أو مؤسسة اجتماعية، أو كل هذا معا، لأن هذا الانتماء يجعله يشعر بأن لحياته فائدة، ولوجوده قيمة، تحميه من الضياع والاغتراب.. أما غير ذلك فهذا يعني أن هناك خللا ما حدث في المجتمع ولابد من إصلاحه فورا لأن الولاء يعتبر من أهم مؤشرات تكامل المجتمع، إذ إن المجتمعات التي تعاني أزمة في هذا الصدد مقبلة علي حالة عدم اتزان وخطر كبير. أما المجتمعات المتكاملة التي تسودها ثقافة الانتماء فإن أفرادها يتجهون بولائهم نحو الدولة بما يتضمنه ذلك من إعلاء المصلحة العامة، والوعي بالمشكلات والقضايا الكبري التي تمر بها الدولة وما حدث في مصر مؤخرا عقب حريق الشوري من شماتة بعض المواطنين في الحكومة لم نرها من قبل لدرجة اثارت مشاعر الكثيرين، وهو ما دعانا اليوم إلي فتح ملف الانتماء خوفا من زيادة وتأثير تلك الظاهرة علي المجتمع ككل باعتبار أن عدم وجود انتماء للوطن خطر كبير يهدد الأمة جميعا ويزعزع استقرارها خاصة أن كل الدراسات اجمعت علي أن المجتمع أي مجتمع لا يستطيع أن يستمر في تقدمه بدون وجود الانتماء وحب الوطن الذي يعرفه الأمريكان بالولاء بمعني خدمة المواطن للحكومة أو الدولة، فهل حقا مصر مقبلة علي مرحلة عدم الانتماء أما أن ما حدث في حريق الشوري من شماتة وفرحة أمر عادي وهل فعلا تحول مصر إلي آليات الاقتصاد الحر هي السبب وهل فعلا رجال الأعمال هم السبب أم أن هناك ظروفا وأسبابا أخري؟.. كل هذا تناقشه "العالم اليوم" في هذا الملف بالإضافة إلي مناقشة أسباب الظاهرة ودور منظمات المجتمع المدني وخبراء الاقتصاد وعلم الاجتماع في علاج هذه الظاهرة واثر ذلك علي المجتمع واقتصاده.