علي خلاف جميع قطاعات السوق الفترة الماضية شهدت اسهم الشركات الغذائية نشاطا ملحوظا وارتفاعا في الاسعار بما يعكس اهتمام المتعاملين بهذا القطاع. وتوقع خبراء سوق المال استمرار نشاط قطاع المواد الغذائية خلال الفترة المقبلة بدعم من ارتفاع أسعار الغذاء عالميا ومحليا بالاضافة الي ضخ مؤسسات عربية وعالمية ومنها مجموعة الخرافي استثمارات في القطاع الزراعي في مصر والسودان لمواجهة أزمة الغذاء. وأكدوا ان قطاع المواد الغذائية اصبح من القطاعات الجاذبة داخل البورصة المصرية في ظل الاهتمام المحلي والعالمي بدعم هذا القطاع واتخاذ الحكومات قرارات للتخفيف من حدة الازمة مثل الغاء الجمارك علي المواد الغذائية . استحواذات أشار أيمن حسن خبير أسواق المال إلي أن قطاع الأغذية يستحوذ حاليا علي اهتمام المستثمرين بدعم من ارتفاع أسعار الغذاء عالميا ومحليا خاصة الزيوت والدقيق والألبان وهو ما يدعم ارباح الشركات المقيدة . وأضاف انه من العوامل التي تدعم اسهم القطاع ايضا الاهتمام العالمي والعربي بالشركات العاملة في مجال المواد الغذائية مثل "مجموعة القلعة" وهي مساهمة مصرية خليجية بالاضافة الي مجموعة "صافولا" السعودية بالاضافة الي شركات تركية واوروبية. واشار الي تشجيع الحكومة المصرية للاستثمارات الاجنبية والتسهيلات التي توفرها للمستثمرين في سبيل ذلك ومنها مؤخرا الغاء الجمارك علي بعض مكونات السلع الغذائية وتنامي حجم الطلب مع نمو عدد المستهلكين واستيعاب السوق لأية اضافات جديدة علاوة علي بعض الاحداث السياسية التي كانت من شأنها اعاقة ضخ الاستثمارات العربية في الاسواق العالمية . ويختلف محمود مصطفي محلل مالي مع الرأي السابق مؤكدا ان ارتفاع أسعار المواد الغذائية لن يكون له تأثير مطلقا علي اسهم شركات المواد الغذائية في البورصة في ظل التراجع الذي يشهده السوق حاليا والذي يدفع معه جميع الاسهم الي الانخفاض بغض النظر عن اداء الشركات وربحيتها. ويقول ان الاتجاه الحالي للسوق هبوطي علي المديين القصير والمتوسط وهذا يعني عدم وجود فرصة امام اسهم هذه الشركات للصعود مخالفة اداء المؤشر الرئيسي مشيرا الي ان هذه الاسهم شهدت ارتفاعات كبيرة بالفعل الفترة الماضية ولابد ان تمر بمرحلة تصحيح . اهتمام عالمي واختلف محمد التلباني سمسار بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية مع الرأي السابق مؤكدا أن الأسواق العالمية تشهد ارتفاعات متواصلة لاسعار المواد الغذائية وينتقل ذلك الي الدول الاخري ومنها مصر وهو ما سيحقق معدلات ربحية لشركات الأغذية . وأشار التلباني إلي أن اتجاه رؤوس الاموال والكيانات الاقتصادية الكبيرة للاستثمار والاستحواذ علي شركات الصناعات الغذائية يرجع لعدة عوامل، أهمها ندرة الشركات العاملة في قطاع الاغذية بالاضافة الي كونها شركات صغيرة واسعار اسهمها جاذبة للاستثمار مما يجعلها في مقدمة اهتمام الكيانات الكبيرة للاستحواذ عليها. واضاف أن الاستحواذات التي شهدتها شركات الصناعات الغذائية سواء من قبل شركات القلعة أو شركات عالمية أخري سواء عربية او أجنبية بالإضافة الي ضخ مجموعة الخرافي استثمارات في القطاع الزراعي في مصر والسودان يؤكد أن هناك رؤي كبيرة ومتفائلة لسوق الاغذية في مصر. هيكلة ذاتية ومن جانبها لفتت رانيا الكردي سمسار بشركة الشروق للسمسرة في الأوراق المالية إلي أن شركات القطاع تتميز بعمليات إعادة الهيكلة علي رأسها الزيوت المستخلصة ومنتجاتها من خلال إنهاء مشكلة مديونيات الشركة وتحولها للأرباح بعد سنوات من الخسائر فضلاً عن تأهيل الشركة فعلياً للبيع وهو ما كان مخططاً له منذ سنوات بالإضافة إلي شركات أخري مثل القاهرة للزيوت والصابون التي تقوم بعملية إعادة هيكلة ذاتية من خلال بيع الأراضي غير المستغلة لديها.