اعلن بنك "اتش اس بي سي" في بريطانيا انخفاض ارباحه خلال النصف الأول من عام 2008 بنسبة 28%، وذلك نتيجة أزمة الائتمان العقاري في السوق الأمريكي. وانخفضت أرباح البنك، وهو الأكبر في أوروبا، بمقدار 3.9 مليار دولار خلال الستة أشهر الأولي من عام 2008 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي لتصل إلي نحو 10 مليارات دولار قبل الضرائب. وحقق فرع البنك في الولاياتالمتحدة خسائر بلغت 2.8 مليار دولار. وحذر رئيس البنك ستيفن جرين من أن الأوضاع في الأسواق المالية هي الأسوأ منذ عدة عقود، وإنها تمثل تحديا كبيرا للعاملين فيها. وأكد جرين أن السياسات التي تتبعها البنوك، خاصة في إدارة المخاطر، في حاجة إلي مراجعة نظرا للخسائر الهائلة التي تحققت بسبب أزمة الائتمان العقاري. وكان بنك "اتش اس بي سي" أحد أكثر البنوك تضررا من أزمة الائتمان العقاري التي ضربت الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأدت إلي خسائر هائلة. وسبق أن أعلن البنك أن ديونه المعدومة بسبب أزمة الائتمان العقاري بلغت 15 مليار دولار، منها نحو 10 مليارات في عام 2008 حتي الآن. وعلي الرغم من خسائر البنك في السوق الأمريكي، وتراجع أرباحه الإجمالية إلا أنه أعلن إن أداءه مستقر بالنظر إلي الإضطرابات التي تشهدها الأسواق المالية العالمية. وتمكن البنك من تحقيق أرباح نتيجة انشطته في أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، إلا أن خسائره في السوق الأمريكي كانت ضخمة، الأمر الذي أدي لهذا التراجع الواضح في أرباحه. ولم يضطر البنك إلي مطالبة حملة اسهمه بالمزيد من الأموال لدعم وضعه المالي مثلما فعلت بنوك بريطانية آخري. ويري محللون أن إعلان البنك في وقت مبكر عن وجود ديون معدومة في معاملاته بالسوق الأمريكي ساهم كثيرا في الحد من ضرر هذه الديون في الوقت الذي اخفت بنوك آخري مشكلاتها ثم فاجأت حملة أسهمها بحجم الخسائر في السوق الأمريكي.