شهدت قيمة التداول اليومي خلال الأسابيع الأخيرة حالة من الانخفاض الكبير فبعد أن كانت قيمة التداولات تتجاوز ما يعادل الملياري جنيه يومياً أصبحت الآن لا تتعدي ال700 مليون جنيه في أغلب أيام التداول. خبراء السوق أكدوا أن السبب الرئيسي في ذلك يكمن في نقص السيولة في السوق خاصة أن موسم الصيف تزداد فيه الإجازات ويبتعد المستثمرون عن البورصة بالإضافة إلي أن انخفاض أسعار الأسهم بنسبة ملحوظة مما كان من أهم الأسباب الرئيسية في تراجع قيمة التداولات خاصة أن بعض الأسهم سجلت أسعارها انخفاضا أكثر من 50%. وطالب عدد من الخبراء بضرورة قيام المؤسسات بضخ سيولة في السوق لمقابلة ومواجهة التراجع الحاد في قيمة التداولات اليومية التي تشهدها بورصة الأوراق المالية. بداية يؤكد مصطفي الأشقر المحلل المالي بشركة جراند انفستمنت أن قيمة التداولات اليومية تراجعت بصورة كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة، مشيرا إلي أن هناك العديد من الأسباب التي ساهمت في التراجع يأتي علي رأسها نقص السيولة في السوق خاصة أن غالبية المستثمرين يفضلون الابتعاد عن البورصة خلال فترة الصيف وقضاء إجازات المصايف دون أية ضغوط فهم يرون أن فترة الصيف تعتبر هدنة وراحة من البورصة. ويضيف الأشقر أن هناك أسبابا أخري وراء تراجع قيمة التداولات منها أن أسعار الأسهم انخفضت أكثر من 50% وهذا الانخفاض ترتب عليه انخفاض قيمة التداولات فالسهم الذي كان يتداول ب100 جنيه أصبح الآن يتداول بنحو 50 جنيها. ويؤكد أن قيمة التداولات تتأثر بصورة مباشرة بأسعار الأسهم مشيرا إلي أن الفترة المقبلة من المتوقع أن تعاود فيه التداولات الارتفاع خاصة أن السوق حاليا تمر بمرحلة تجميع وبعد ذلك سوف يواصل السوق ارتفاعه مرة أخري وبالتالي قيمة التداولات سوف تتحسن. ويتفق مع الرأي السابق كريم الدربي منفذ عمليات بشركة بريمر للأوراق المالية قائلا: إن موسم الصيف من كل عام عادة ما تتراجع فيه التداولات بشكل ملحوظ وهذا العام تزامن ذلك مع تراجع السوق أيضا مما كان له تأثير مضاعف في انخفاض قيمة التداولات. ويضيف أن السوق حاليا يشهد حالة من الترقب خاصة من قبل المستثمرين فالغالبية العظمي منهم تترقب استقرار السوق وبعدها يقبلون علي الشراء مرة أخري وبالتالي ستأخذ قيمة التداولات في الأرتفاع مرة أخري. وفي نفس الوقت يؤكد الدربي أن هناك أسبابا أخري وراء تراجع قيمة التداولات منها التراجع الحاد في أسعار الأسهم فجميع الأسهم تأثرت بحركة التصحيح التي حدثت خلال الأسابيع الأخيرة وأسعار بعضها انخفضت أكثر من 60 و70%. مما أدي إلي تراجع قيمة التداولات اليومية. ويضيف أن صناديق الاستثمار يجب أن تقوم بدور إيجابي في مثل هذه الحالات خاصة أن أسعار الأسهم أصبحت مغرية للشراء والصناديق مشيرا إلي ضرورة تدخل الصناديق وضخ سيولة في السوق حتي يعاود ارتفاعه مرة أخري. أما أحمد شلبي المحلل المالي بإحدي شركات الأوراق المالية فأوضح أن تراجع السوق السبب الرئيسي في انخفاض قيمة التداولات مشيرا إلي أن غالبية المستثمرين إصابهم الخوف خلال الأسابيع الماضية بعد تراجع السوق وحاليا يترقبون استقرار السوق ليقدموا مرة أخري علي الشراء ودخول السوق. ويضيف أن جميع المستثمرين يفضلون الابتعاد عن البورصة خلال الصيف للاستمتاع بالإجازات الخاصة بهم متوقعا أن يعاود السوق ارتفاعه مرة أخري خلال الفترة المقبلة وترتفع قيمة التداولات مرة أخري.