يقولون في الارجنتين "ألقي البذور في أي مكان وسوف ينمو النبات دون جهد" وذلك للدلالة علي مدي خصوبة الأرض الزراعية الارجنتينية ومن جانبها تقول مجلة "نيوزويك" ان الحبوب التي زرعت أخيرا في أرض الارجنتين الخصبة قد أعطبت وتعفنت ليس بسبب الآفات أو الجفاف وانما بسبب الغباء والغفلة ففي مارس الماضي فرضت كريستينا فيرناندز دي كير تشنر رئيسة الارجنتين ضريبة علي الصادرات الزراعية في الوقت الذي كانت فيه أسعار الحاصلات الزراعية تتجه عالميا الي الارتفاع وهو ما أدي إلي إغلاق سلة الخبر الارجنتينية عندما أصبحت قادرة علي ان تكون سلة مربحة. وقد أدي هذا الإجراء من جانب السيدة كيرتشنر إلي حمل الفلاحين الغاضبين علي وقف صادراتهم الزراعية بهدف هز ماليات الحكومة ومن حين لآخر كان الفلاحون يحتجون بالخروج الي الطرق وإغلاقها لمنع امدادات الغذاء من الوصول الي المتاجر ومنع الصادرات من الوصول الي الموانئ وبعد ان كان معتادا شحن ما تنتجه الارجنتين من فول الصويا والقمح والاذرة إلي آسيا وأوروبا صار يتم الآن تخزينها في الصوامع اما اللبن الفاسد فيتم إلقاؤه علي الطرق الريفية ومع تزايد حركات اغلاق الطرق زادت الصدامات العنيفة بين الفلاحين الغاضبين وأصحاب الشاحنات وأصبح الصبر العام علي وشك النفاد بسبب هذه الأزمة البالغة من العمر 3 شهور حتي الآن كذلك فإن عجز الحكومة عن حل المشكلة أدي إلي تدهور شعبية الرئيسة كيرتشنر حيث هبطت 26 نقطة في شهر مايو وحده ونحو 30 نقطة منذ استطلاعات يناير الماضي. وعلي النقيض من ذلك يسير الحال في البرازيل المجاورة فالبرازيل مخزن غني بالموارد الطبيعية ومع تقدم علوم وفنون الزراعة ودعم الفلاحين بالسلفيات والقروض زاد الانتاج البرازيلي من الحبوب إلي الضعب خلال عقد واحد ليصبح 143 مليون طن هذا العام بعد ان كان 77 مليون طن عام 1998 وتتوقع البرازيل ان تصدر هذا العام 23 طنا من فول الصويا بزيادة 17% عن عام 2007 وقد كانت كل الظروف مهيأة لكي تصبح الارجنتين في وضع مماثل للبرازيل فهي ثاني أكبر مصدر في العالم للأذرة وثالث اكبر مصدر لفول الصويا وهي مثل البرازيل من المفترض ان تكون قد تعلمت من سنوات التضخم المنفلت التي مرت بها كيف تتعامل مع ازمة اسعار الغذاء ولكن ذلك لم يحدث بل علي العكس فإن النمو الاقتصادي في الارجنتين تباطأ من 8% سنويا في السنوات الخمس الماضية ليصبح 5% فقط هذا العام حسب تقديرات فيكتوريا ساري الخبيرة الاقتصادية في مرض RGE.