وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز علي زيادة انتاج المملكة العربية السعودية من البترول بمقدار 200 ألف برميل يوميا اعتبارا من أول يوليو 2008 وكانت المملكة قد رفعت سقف انتاجها من البترول قبل شهر بنحو 300 الف برميل اخري ليصل مجموع الزيادة خلال مدة قصيرة نسبيا إلي نصف مليون برميل يوميا. يستهدف خادم الحرمين بموافقته علي زيادة انتاج البترول وقف الارتفاع المحموم في الأسعار غير المبرر من وجهة نظر المنتجين الذين يرون أن الطلب الفعلي علي البترول لا يزيد كثيرا علي الانتاج الموجود بل ان بعض الآراء تقول بوجود فائض في سوق البترول. لا أحد يستطيع حتي الآن فهم هذا اللغز فمع كل الزيادة في الانتاج تتجه الاسعار إلي الارتفاع بما يهدد اقتصاديات الدول التي تعتمد علي استيراد البترول.. وهي في نفس الوقت تنقل عبء زيادة الأسعار إلي السلع التي تنتجها سواء كانت استهلاكية او رأسمالية ثم ينتقل عبؤها بالتالي إلي المستهلك مما سبب موجة عالمية من الغلاء طالت الغذاء وأصبحت تمثل خطرا شديدا علي حياة شعوب تعاني من الفقر وقلة الموارد.. واضافة إلي ذلك زيادة الاسعار بصورة وحشية. وتري السلطات السعودية ان ارتفاع الاسعار ناجم عن المضاربة وليس عن قلة الامدادات البترولية في السوق. ويري محللون أن تدني سعر صرف الدولار يمثل سببا اضافيا لارتفاع سعر البترول، كما يعتبرون الولاياتالمتحدة باصرارها علي خفض مستمر لقيمة الدولار تسبب مشكلات معقدة للمجتمع الدولي وتهدد اقتصاديات الدول الصديقة لها قبل غير الصديقة. ورغم اقتناع السعودية بأن أسعار البترول مرتفعة بشكل غير عادي الا ان خادم الحرمين استجاب للمطالب الدولية بزيادة الانتاج لعل هذه الخطوة توقف السباق المحوم نحو المائتي دولار للبرميل. علي أية حال ارتفاع أسعار البترول بصورة غير عادية ليس في مصلحة أحد لا المنتجين ولا المستهلكين وكان من النتائج السلبية له اتجاه بعض الدول التي تملك امكانيات تكنولوجية الي استخدام الوقود الحيوي المستخرج من الحبوب وهي القاعدة في الهرم الغذائي للانسان. الحبوب كالقمح والذرة والشعير.. وكذلك قصب السكر منتجات زراعية مهمة يعتمد عليها الانسان في الغذاء وفي تغذية حيوانات اللحم واللبن ومنتجاتها.. وبالتالي فإن مشاركة الوقود للانسان والحيوان في قاعدة غذائه يسبب كارثة بكل المقاييس.. ولكنها مغامرة لا أظن انها سيكتب لها النجاح. أتطلع - حقا - الي تفسير مقنع لسر ارتفاع أسعار البترول بهذه الصورة إلي أين يذهب للتخزين اذا كان فائضا عن حاجة الاستهلاك.. وما الغرض من المضاربة.. هل هو الحصول علي أرباح، أم هدم سوق البترول والاقتصاد العالمي، أو انه مجرد اعداد العالم لاستقبال بديل جديد للوقود.